مقالة الودع سلاحهن.. قارئات الطالع جزء أصيل من السوق في غرب إفريقيا

[المراسل الآلي]

تستغل قارئات الطالع في غرب إفريقيا ظاهرة القلق الاجتماعي واشتداد وطأة الخوف من المستقبل وغياب أفق لحل المشاكل الاجتماعية التي يتخبط فيها الكثيرون، للترويج لأنفسهن وقدراتهن على قراءة الطالع من أجل كسب الكثير من المال.
وتحظى قارئات الطالع بمكانة خاصة في مجتمعات غرب إفريقيا حيث نجدهن في الأسواق وعلى قارعة الطريق وبالبيوت سواء مستضيفات أو زائرات حتى في المؤسسات الرسمية ودوائر العمل يتسللن ليعرضن خدماتهن بكل مكان وبدون خوف أو متابعة، بل إنهن مطلوبات لدى الكثير من السكان المحليين الذين اعتادوا على جلسة عابرة مع قارئة الطالع وقتما سمحت الظروف بذلك.

يتواجدن في كل مكان​

في هذا الصدد يقول بابوبكر تاجر في السوق الرئيسي بالعاصمة السينغالية دكار، قارئات الطالع من مكونات أي سوق هنا.. كالباعة الجائلين وبائعات الأكلات السريعة الجاهزة والفول السوداني..". ويضيف "الإقبال عليهن هو أساسا من أجل الاستمتاع بالحديث وتبادل الأخبار اليومية وبعض النكات... أما قراءة الطالع فهي موهبة تملكها بعضهن وتجدنها فيما البعض الآخر يتخذها فقط لكسب القليل من المال".
ويقول في حديثه لـ "العربية.نت" "اعتدنا على قارئة الطالع بيننا فهي بالنسبة لنا نحن الباعة كأسلوب لبدء يوم جديد في العمل أو اثناء استراحة الغذاء.. وبالنسبة لرواد السوق فهم لا يترددون في طلب خدماتها وقتما توفر لهم الوقت والمكان من أجل الاستمتاع بلحظات من الفكاهة وقراءة الطالع سواء كانوا مقتنعين أو فقط للتسلية".

الودع سلاحهن​

تعتمد قارئات الطالع في أغلب دول غرب إفريقيا على الودع لكشف الطالع، يضعنه على قطع قماش على الأرض ثم يمنحن من يريد قراءة طالعه ثلاث ودعات ليتمنى ويتمتم بما يريد معرفته، ثم يقمن بتحريك الودع وغالبا يكون مجموع الودع 10 إلى 14 قطعة، يقمن بتحريكها وقراءة ما يظهره الودع من أشكال يرسمها بتجميع قطعه وفردها أثناء تحريك القارئة له.
وإذا كانت قارئات الحظ اللاتي يعتمدن على الأسواق لجذب الزبائن يرتبط عملهن بزبون الأسواق المتغير دوما والذي لا يضع على عاتقهن مسؤولية ما صرحن به، فإن باقي القارئات وخاصة المحترفات في هذا الميدان اللاتي يعتمدن على شهرتهن وعلى زبائن دائمين عليهن التدقيق أكثر في عملهن والوفاء بوعودهن وما جاءت به قطع الودع.
وعادة يطلب الزبائن من قارئات الطالع الكشف عما ينتظرونه سواء سفر أو عمل أو نجاح أو تطورات مرض، وأحيانا تكون طلبات البعض أكثر صعوبة كتحديد الجاني في واقعة ما أو البحث عن شيء مفقود.
وقد ترك شغف البحث عن العرافات والإقبال عليهن حبا وتعلقا لدى الجيل الجديد لكشف النقاب عن خفايا وأسرار العرافات وكيفية ممارسة أعمالهن، فرغم الوعي المتزايد في المجتمعات بغرب إفريقيا إلا أن البعض لا يُخفي بحثه عن طرق الوصول إلى مكانة العراف ويبدي قبوله بالالتزامات المصاحبة لنشاط العرافة وكل ما يفرض عليها في المجتمع.

المصدر: https://www.alarabiya.net/north-afr...رئات-الطالع-جزء-أصيل-من-السوق-في-غرب-أفريقيا-