ما الجديد
منتدى الصحراء للدفاع و الأمن

سجل حسابًا مجانيًا اليوم لتصبح عضوًا! بمجرد تسجيل الدخول، ستتمكن من المشاركة في هذا الموقع عن طريق إضافة مواضيعك ومنشوراتك الخاصة، بالإضافة إلى التواصل مع الأعضاء الآخرين من خلال صندوق الوارد الخاص بك

مقالة التنقيب عن الذهب هو أيضًا ميدان تبدع فيه النساء

المراسل الآلي

عضو مميز
المشاركات
33,870
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الدولة
مصر
986ca551-a284-48b9-8a0a-98c51b962a4b_16x9_1200x676.jpg

986ca551-a284-48b9-8a0a-98c51b962a4b_16x9_1200x676.jpg

في ساحل العاج، لم يعد استخراج الذهب يقتصر على الرجال، بل إن النساء اقتحمن هذا الميدان الذي يحتاج عملا شاقا ومجهودا مضنيا، فضلا عن المخاطرة بالتنقيب في مناطق نائية وخطرة.
وفي بيئة لا تزال ذكورية للغاية، تحاول النساء في ساحل العاج إثبات قدرتهن على التنقيب عن الذهب يدويا واتخاذه كنشاط ومصدر رزق بدل تجارة البسطات والأكلات الشعبية والخدمة في البيوت.

النجاح في مهنة يهيمن عليها الذكور​

يحتاج نشاط التنقيب عن الذهب يدويا قدرة جسدية كبيرة للحفر في مناطق صخرية وتحمل الحرارة والظروف المناخية والقدرة على استعمال الآلات الكهربائية الخاصة بالتنقيب، ثم في مرحلة لاحقة يتم تكسير العينات واختيار أفضلها وتصفية حبيبات الرمل وكلها مراحل تحتاج لمجهود عضلي كبير يصعب على النساء تحمله.
غير أن نساء ساحل العاج ممن ضاقت بهن سبل العيش لا يدخرن مجهودا للتأكيد على قدرتهن على القيام بكل تلك المهام للحصول في النهاية على رقائق الذهب، من بينهن هاويات دخلن الميدان لفترة من الزمن لاختبار أنفسهن والحصول على قوتهن بعد أن استعصى عليهن ذلك في مجالات أخرى، ومنهن محترفات تدرجن في جميع مراحل التنقيب وأصبحن خبيرات بل إن بعضهن أصبحن شريكات في ملكية منجم للذهب.
وتحتوي أراضي ساحل العاج على العديد من المناطق الغنية بمعدن الذهب والتي لم يتم استغلالها بعد، ولا يزال الاستيلاء على المناجم بالقوة أسلوبا متبعا في بعض مناطق ساحل العاج حيث يلعب الثقل القبلي أو السيطرة بالقوة دورا رئيسيا في احتكار البعض للتنقيب في بعض المناجم فيدعون ملكيتها دون أن يكون لهم دليل على ذلك.

يتحملن ظروف عمل صعبة​

وسط المناظر الطبيعية الخلابة بمنطقة "كرينكامبو" جنوب شرقي ساحل العاج، تنهمك هاوا وزميلاتها في البحث عن رواسب صفراء على الحافة، غير آبهات بجمال المنظر الطبيعي حولهن، فبريق الذهب الذي لا يبدو جليا إلا بمخيلتهن وهن يبحثن عن رقائق وحبات صفراء، يخطف بصرهن واهتمامهن ويشغل جل وقتهن.
ويبدو أن الذهب بالنسبة لهاوا ولجميع المنقبات عن هذا المعدن غير ما تراه النساء عادة في الذهب الذي يزين نحورهن ومعاصمهن ويدخرن أموالهن في قطعه إلى وقت الحاجة، فهاوا ومثيلاتها لا ينظرن إلى الذهب إلا لكونه مصدر قوتهن وقوت أطفالهن.
تقول هاوا في حديثها لـ "العربية.نت" و"الحدث.نت": "نحن نمضي أيامًا طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة، نحفر ونبحث في الأرض الصخرية وفي النهر نغمر بالمياه الطينية حتى الخصر نغربل كميات كبيرة من الرمال وعندما نجد مؤشرات على الذهب، نملأ كيسا صغيرا منها ثم نبيعه مقابل رسم ثابت لكل كيس من الخام تتم معالجته".
تتحمل هاوا هذا العمل الشاق والظروف المعيشية الصعبة حيث لا مراحيض ولا رعاية صحية، فغالبية المنقبين يمضون أيام عملهم في هياكل متداعية مصنوعة من صفائح الحديد تؤوي المئات الذين هاجروا إلى مناطق التنقيب على أمل تكوين ثرواتهم، وفي أيام استراحتهم يعودون إلى أسرهم بالمدن والقرى.

دور مهم للمرأة في مناجم الذهب​

تعتبر هاوا أن عمل النساء بالتنقيب عن الذهب لا يقل عن عمل الرجال في شيء، بل إنهن أكثر إصرارا على إيجاد المزيد من رواسب الذهب ويعملن لساعات طوال وغالبا عيناتهن تكون أكثر إنتاجية، لكنها تعترف أن الرجال لديهم حرية التنقل أكثر فيما النساء لديهن خوف دائم من الاغتصاب والسرقة بعد حلول الظلام في منطقة المناجم.
ويأمل المهتمون والمدافعون عن حقوق النساء العاملات بالمناجم أن يتم تشجيع النساء على احتراف هذه الصناعة التي يهيمن عليها الذكور، وإجراء أبحاث أكثر حول أدوار المرأة في هذا القطاع، وأخذ النساء العاملات في التعدين بعين الاعتبار عند اتخاذ القرارات السياسية لإيجاد حلول لمشاكلهن وإزالة العوائق التي تمنع المرأة من المشاركة الكاملة في مجال التعدين وتوفير التدابير المناسبة لتحسين سبل العيش.

المصدر: https://www.alarabiya.net/north-africa/2024/12/18/التنقيب-عن-الذهب-هو-أيضًا-ميدان-تبدع-فيه-النساء-
 
عودة
أعلى