مقالة التاريخ المدهش للعفو الرئاسي الأميركي من واشنطن إلى ووترغيت إلى بايدن

[المراسل الآلي]

أول رئيس أميركي، وهو جورج واشنطن، كان أول من استخدم "سلطة العفو" المسموح لرئيس الولايات المتحدة باستخدامها، وفعلها في 1795 لأول مرة، بعد تمرد بسبب الرسوم الجمركية على الويسكي، فأنقذ رجلين من المشنقة وعفا عن آخرين، أملاً بتهدئة الاضطرابات.
بعده، عفا توماس جيفرسون في 1807 عن فارين من الجيش "أدركوا جريمتهم ورغبوا بالعودة إلى مناصبهم" فمنحهم 4 أشهر للاستلام، مع عفو رئاسي كامل. وفعل أبراهام لنكولن في 1865 شيئا مشابها، بعرضه العفو على كونفدراليين أقسموا اليمين للاتحاد. ثم ذهب الرئيس أندرو جونسون في 1865 إلى أبعد من ذلك، فمنح العفو الكامل لكل من قاتل من أجل الكونفدرالية زمن الحرب الأهلية.
بعد أكثر من قرن بقليل، وبنفس الروح المعلنة لعلاج الانقسامات، عفا جيرالد فورد عن ريتشارد نيكسون، سلفه، بعد أسابيع من استقالة نيكسون في 1974 من الرئاسة بسبب التستر على فضيحة ووترغيت. وكان العفو "عن كل الجرائم التي ارتكبها ضد الولايات المتحدة أو ربما ارتكبها" فقبل نيكسون العفو عما اعتبره فورد اعترافا بالذنب.

المحكوم بالإعدام يرفض عفو الرئيس​

وأغرب عفو رئاسي بتاريخ الولايات المتحدة، هو الذي نجا بموجبه أحدهم اسمه جورج ويلسون، وكان سارق قطار محكوم بالإاعدام "وله أصدقاء في واشنطن" فحصل في 1829 على عفو منحه له الرئيس أندرو جاكسون، الا أن ويلسون رفض قبول عفوه، لأسباب كافح المؤرخون لتحديدها ولم يفلحوا، بحسب ما ذكرت عنه صحيفة "التايمز" البريطانية، في تقرير تلخصه "العربية.نت" مع معلومات أضافتها إليه، وفيه أن السجلات أشارت إلى أن ويلسون قبل عفوا لاحقا منحه له الرئيس مارتن فان بورين، خليفة جاكسون.
ويمكن الاستنتاج من تقارير عدة صدرت عن "منح العفو الرئاسي الأميركي" عبر الزمن، أن مانحي العفو من الرؤساء "فعلوا ذلك لأغراض أقل نبلا من مداواة أمة منقسمة" فكان يتم منح العفو بانتظام للأصدقاء والحلفاء، غالبا بسبب انتهاكات تمويل الحملات الانتخابية، فقد أصدر الرئيس رونالد ريغان في ثمانينات القرن الماضي عفوا عن George Steinbrenner مالك فريق New York Yankees الذي قدم مساهمات غير قانونية لحملة نيكسون.
كما عفا جورج بوش الأب عن 6 أشخاص بقضية أسلحة إيران كونترا. وأصدر بيل كلينتون 140 عفوا في آخر يوم له بمنصبه، بما في ذلك لأخيه غير الشقيق روجر كلينتون، لإدانته في 1985 بالمتاجرة بالمخدرات. كما أصدر ترمب عفوا عن صديقه ومستشاره القديم روجر ستون، ورئيس حملته السابق بول مانافورت، وكبير استراتيجييه السابق ستيف بانون، وصهره كوشنر، الذي رشحه الآن سفيرا في باريس.
أما هانتر، ابن الرئيس الحالي، فهو ثالث عضو في الأسرة الرئاسية يتلقى العفو الرئاسي، وتلقاه من أبيه جو بايدن الأسبوع الماضي، فقبل 160 عاما، بدأ موسى روبينيت، جده الأكبر، عقوبة الأشغال الشاقة لمدة عامين لقتال في معسكر للجيش ترك رجلا آخر ينزف من جروح سكين. وشعر 3 ضباط عرفوه أن العقوبة قاسية للغاية، فطلبوا العفو في 1864 من قائدهم الأعلى، الرئيس ابراهام لينكولن، فلبى طلبهم بسبتمبر ذلك العام.

المصدر: https://www.alarabiya.net/arab-and-...ئاسي-الأميركي-من-واشنطن-الى-ووترغيت-الى-بايدن