المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 68,059
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


دعا المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس الثلاثاء إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى عدم التدخّل في السياسة الداخلية لبلاده، بعد الدعم القوي الذي قدّمه مسؤولون أميركيون لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرّف.
وفي معرض إعلانه عن محادثة هاتفية أولى سيجريها مع ترامب الخميس، قال ميرتس في تصريح لقناة تلفزيونية رسمية ألمانية إنه يعتزم "حضّ الحكومة الأميركية على إبقاء السياسة الداخلية في ألمانيا شأنا داخليا، والنأي بالنفس إلى حدّ كبير عن هذه الاعتبارات السياسية الفئوية".
عانى زعيم المحافظين فريدريش ميرتس ليصبح مستشارا لألمانيا إذ اضطر لخوض جولة تصويت ثانية قبل انتخابه في مؤشر إلى الصعوبات التي سيواجهها في مرحلة مفصلية لبلاده.
وفي سيناريو غير مسبوق في ألمانيا، أجريت جولة تصويت ثانية في البرلمان الألماني الثلاثاء لكي ينتخب رئيس الحزب الديموقراطي-المسيحي بصعوبة لمنصب المستشار.
عقب ذلك عينه رئيس البلاد فرانك-فالتر شتاينماير مستشارا بصفة رسمية.

وحصل ميرتس البالغ 69 عاما والذي سبق أن فاز في انتخابات شباط/فبراير المبكرة بصعوبة، على 325 صوتا من أصل 630 خلال الجولة الثانية بعدما فشل في دورة التصويت الأولى ما أثار ذهولا.
وكان اختيار ميرتس في المنصب من خلال تصويت سري يعتبر إجراء شكليا بعد ابرامه اتفاقا لتشكيل ائتلاف مع الاشتراكيين الديموقراطية بزعامة المستشار السابق أولاف شولتس. إلا انه فشل في الحصول على العدد المحدد من الأصوات.
وبحسب المراقبين، يعكس هذا الفشل ضعف الائتلاف الذي ينوي ميرتس تشارك الحكم معه مدة أربع سنوات في أكبر اقتصاد أوروبي وفي عالم يشهد تغيرات جيوسياسية وسط ضغوط من إدارة دونالد ترامب ومن اليمين المتطرف الذي يحقق نتائج، داخليا.
ولم يسبق لأي مرشح في تاريخ ألمانيا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية أن واجه مصيرا مماثلا. وبموجب النظام البرلماني الألماني ينتخب النواب رئيس الحكومة.
وضمن مساعيه للفوز بمنصب المستشار العاشر في ألمانيا الحديثة، تعهد ميرتس إنعاش الاقتصاد المتعثر والحد من الهجرة غير النظامية وتعزيز دور برلين في أوروبا.
وسارع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تهنئته الثلاثاء آملا برؤية "مزيد من الحس القيادي الألماني" في أوروبا وفي العلاقات مع الولايات المتحدة "فيما مستقبل أوروبا على المحك".
ويستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المستشار الألماني الجديد الأربعاء في باريس لجعل المحرك الألماني-الفرنسي "أقوى من أي وقت مضى". اما رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا ون دير لايين، فأعربت عن استعدادها للعمل مع ميرتس لبناء "أوروبا أقوى".
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته مهنئا ميرتس "حسك القيادي سيكون حيويا في وقت نعمل فيه (..) على (تعزيز) دفاعنا وقدرة الردع لدينا لضمان أمن شعوبنا".
وقالت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني إن التعاون بين البلدين "أساسي" من أجل "انعاش القدرة التنافسية" للاتحاد الأوروبي.
وقالت كلير ديميساي الاستاذة في كلية العلوم السياسية (سيانس بو) في باريس والباحثة في مركز مارك بوخ في برلين لوكالة فرانس برس إن انتخابه بصعوبة يشكل "صفعة" و"سيكون له بالتأكيد تأثير على بداياته كمستشار وفي ما بعد على المرحلة الحكومية المقبلة".
وأضافت "على الصعيد الدولي أيضا لا يشكل ذلك مؤشرا جيدا" فيما يتوجه ميرتس الأربعاء إلى وارسو.
- اليمين المتطرف بالمرصاد -
وسارع حزب البديل من أجل المانيا اليميني المتطرف إلى المطالبة بانتخابات جديدة.وقالت آليس فيديل التي يتجاوز حزبها في بعض استطلاعات الرأي، المحافظين بعد حصوله على 20 % في الانتخابات الأخيرة "نحن جاهزون لتولي المسؤولية الحكومية".
وقال برند باومان المسؤول في الحزب أيضا "لقد فشلتم واحداث هذا اليوم غير مسبوقة في هذا المجلس".
وأتت هذه الاضطرابات فيما تجد ألمانيا نفسها أمام معطى جيوسياسي متغير ومضطرة إلى الخروج عن الوصاية العسكرية الأميركية ووضع تصور جديد لنموذجها الاقتصادي.
ووعد ميرتس الذي يؤيد تقديم دعم كامل لأوكرانيا ب"زعامة" جديدة في أوروبا تمر عبر تعزيز العلاقات مع باريس ووارسو كذلك.
وفي وجه التهديد الروسي، يريد ائتلافه مواصلة تحديث الجيش الألماني. ويريد كذلك تحديث البنى التحتية الرئيسية من طرقات ومدارس التي تعاني منذ سنوات من نقص في التمويل.
على الصعيد الداخلي أيضا ينوي ميرتس تحجيم حزب البديل من أجل المانيا من خلال التشدد في موضوع الهجرة.
وسيكون نجاحه في السلطة رهنا بالتوافق مع حلفائه الاشتراكيين-الديموقراطيين الذين حصلوا على وزارات رئيسية منها المالية لنائب المستشار لارس كيلغبيل والدفاع التي احتفظ بها بوريس بيستوريوس.
المصدر: https://www.alarabiya.net/arab-and-...دعو-ادارة-ترامب-الى-عدم-التدخ-ل-بسياسة-بلاده-