المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 61,442
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


كشفت وثائق وكالة المخابرات المركزية الأميركية أن عملاءها كانوا يبحثون عن القائد الألماني، أدولف هتلر، في أميركا الجنوبية لمدة 10 سنوات بعد أن ظنّ العالم بمقتله.
وفي الأثناء، تستعد الأرجنتين لرفع السرية عن ملفات حكومية تتعلق بالنازيين الهاربين الذين فروا إلى البلاد في نهاية الحرب العالمية الثانية.
وبينما كانت القوات السوفيتية تشقّ طريقها إلى قلب برلين في 30 أبريل (نيسان) 1945، انتحر هتلر وصديقته إيفا براون، التي تزوجها في اليوم السابق، في مخبأ تحت الأرض لتجنب القبض عليهما. وأُحرقت جثتاهما جزئيًا ودُفِنا في حفرة ضحلة ناجمة عن قنبلة.
واستخرج الجنود السوفييت لاحقًا الرفات، التي تعرّف عليها الاتحاد السوفيتي (السابق) من خلال سجلات الأسنان، واحتفظوا بها في ألمانيا الشرقية (سابقا) حتى دمّر عملاء المخابرات السوفيتية (كي جي بي) جثة هتلر في إبريل (نيسان) 1970، ولم يبق لهم سوى عظم الفك والجمجمة الذي نُقل إلى موسكو، وفقًا لجهاز المخابرات البريطاني (إم آي 5)، و ما نشرته صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية.

هتلر
ومع ذلك، فور ورود أنباء وفاة هتلر، بدأت نظريات المؤامرة التي تزعم نجاته من الحرب وفراره من ألمانيا عبر "خطوط سرية".
وفي حين أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية كان لديها تقرير تشريح جثة يؤكد وفاة هتلر، تُظهر وثائق أخرى أن عملاء ميدانيين اشتبهوا في أن هتلر ربما لجأ إلى أميركا الجنوبية تحت اسم مستعار، وحصلت المخابرات الأميركية وقتذاك على صورة لرجل يشبه الزعيم النازي بشكل واضح.
ويُظهر ملفٌّ رُفعت عنه السرية من أكتوبر (تشرين الأول) 1945 أن عملاء في وزارة الحرب الأميركية أبلغوا مكتب التحقيقات الفيدرالي بوجود مخبأ سريّ مُحتمل في فندقٍ صحيّ في لا فالدا، بالأرجنتين، ربما استخدمه هتلر لو كان على قيد الحياة.
وتُشير الوثيقة إلى أن صاحبة الفندق وعائلتها كانوا "من أشدّ المؤيدين لأدولف هتلر"، وقد قدّموا مساهماتٍ ماليةً للحزب النازي في بداياته في عشرينيات القرن الماضي من خلال وزير الدعاية جوزيف غوبلز.
وأفادت الوثائق أن "هتلر لم ينسَ هذا الدعم الطوعي للحزب النازي أبدًا". "وخلال السنوات التي تلت توليه السلطة، توطّدت صداقتها بهتلر لدرجة أنها أقامت مع أفراد عائلتها في الفندق نفسه الذي يقيم فيه هتلر بمناسبة زيارتهم السنوية لألمانيا".
وذكر التقرير أن الفندق "أعدّ بالفعل الاستعدادات اللازمة" لهتلر للجوء إلى فندقهم في الأرجنتين إذا "واجه أي مشكلة" واحتاج إلى "ملاذ آمن".
مطاردات في أميركا الجنوبية
كما كشفت وثيقة أخرى من أكتوبر 1955 صادرة عن عميل في وكالة المخابرات المركزية الأميركية، يحمل الاسم الرمزي "CIMELODY-3"، أنه تلقى معلومات من صديق تحدث إلى رجل يدعي أنه جندي سابق في قوات الأمن الخاصة النازية، فيليب سيتروين، الذي أخبره "بثقة" أن هتلر لا يزال على قيد الحياة في كولومبيا.وزعم سيتروين أنه كان يتحدث إلى الزعيم النازي السابق شهريًا، وزود صديق CIMELODY-3 بصورة تُظهره مع الرجل الذي ادعى أنه هتلر على شاطئ تونجا في كولومبيا. وسرق صديق CIMELODY-3، الذي لم يُذكر اسمه في الوثيقة، الصورة من سيتروين دون علمه لفترة كافية ليتمكن العميل من نسخها.

مقر وكالة المخابرات المركزية الأميركية
وكان الرجل الذي يُزعم أنه هتلر يُدعى "أدولف شريتلمايور"، وقد غادر كولومبيا إلى الأرجنتين في يناير (كانون الثاني) 1955.
وذكرت الوثيقة أن "فيليب سيتروين علّق قائلاً إنه "بعد مرور ما يقارب 10 سنوات على نهاية الحرب العالمية الثانية، لم يعد بإمكان الحلفاء مقاضاة هتلر كمجرم حرب".
وفي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 1955، وافقت وكالة المخابرات المركزية الأميركية على اتصال عملاء بشخص يُعرف في الملفات باسم "جيريلا" لمواصلة التحقيق في تاريخ "أدولف شريتلمايور" في كولومبيا قبل عام 1955.
ومع ذلك، تنص الوثيقة نفسها على أنه "يمكن بذل جهود جبارة في هذا الشأن، مع احتمالات ضئيلة لإثبات أي شيء ملموس. لذلك، نقترح إسقاط هذه القضية".
ويبدو أنه بعد عام 1955، لم يتم نشر أي وثائق أخرى ضمن ملفات وكالة المخابرات المركزية، التي رفعت عنها السرية، وأشارت أن العملاء كانوا يطاردون هتلر.
وفي حين لا يوجد دليل ملموس على مؤامرة نجاة هتلر من الحرب وفراره من ألمانيا، استخدم أعضاء الحزب النازي "خطوطا سرية" للوصول إلى الأرجنتين ودول أخرى في أميركا الجنوبية لتجنب الاضطهاد على جرائمهم بعد الحرب العالمية الثانية.
وفي عام 1960 ألقى عملاء الموساد الإسرائيلي القبض سرًا على أدولف أيخمان، أحد مدبري الهولوكوست، من الأرجنتين، وأعادوه للمحاكمة في إسرائيل، حيث أُدين وحُكم عليه بالإعدام شنقًا.
وفي أواخر الشهر الماضي، أعلن وزير الداخلية الأرجنتيني، غييرمو ألبرتو فرانكوس، أنه سيتم الكشف عن ملفات سرية تتعلق بـ"النازيين الذين لجأوا إلى الأرجنتين وحظوا بالحماية لسنوات طويلة" بعد الحرب العالمية الثانية، وفقًا لما ذكرته صحيفة "بوينس آيرس تايمز".
وقال فرانكوس: "أصدر الرئيس تعليماته بنشر جميع الوثائق ذات الصلة من أي مؤسسة حكومية، لأنه لا يوجد سبب لإبقائها سرية". وستوضح هذه السجلات المعاملات المصرفية والمالية للناريين الفارين.
وتشير التقديرات إلى أن حوالي 10 آلاف من النازيين وغيرهم من مجرمي الحرب الفاشيين فروا من الاضطهاد بسبب أدوارهم في الهولوكوست عن طريق الفرار إلى الأرجنتين ودول أخرى في أمريكا اللاتينية.
المصدر: https://www.alarabiya.net/arab-and-...ت-عن-هتلر-بعد-مقتله-لمدة-10-أعوام-وثائق-تكشف-