ما الجديد
منتدى الصحراء للدفاع و الأمن

سجل حسابًا مجانيًا اليوم لتصبح عضوًا! بمجرد تسجيل الدخول، ستتمكن من المشاركة في هذا الموقع عن طريق إضافة مواضيعك ومنشوراتك الخاصة، بالإضافة إلى التواصل مع الأعضاء الآخرين من خلال صندوق الوارد الخاص بك

مقالة الهلالية تحت الحصار.. "كل يوم نقترب من الموت أكثر"!

المراسل الآلي

عضو مميز
المشاركات
33,745
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الدولة
مصر
77dd530f-974d-4325-8e99-368a139a0df2_16x9_1200x676.jpg

77dd530f-974d-4325-8e99-368a139a0df2_16x9_1200x676.jpg

ما زالت مدينة الهلالية السودانية، شرق ولاية الجزيرة، تعيش مأساة إنسانية، جراء القتال والحصار.
فمنذ نهاية أكتوبر، تتعرض المدينة لحصار خانق واعتداءات عنيفة من قبل قوات الدعم السريع، حيث باتت حياة سكانها على المحك.
فقد تحولت الهلالية، التي كان عدد سكانها يقدر بحوالي 75,000 نسمة، اليوم إلى بؤرة موت، حيث سقط نحو 200 قتيل، ليس فقط برصاص القناصة، بل أيضًا بسبب الجوع والعطش.
aa2b3459-3fb4-4ed3-a1d4-e1de23c66c0b.jpg

وفي ظل نقص حاد في الأدوية وانهيار النظام الصحي، تفشت الأمراض والأوبئة مثل الكوليرا، لتخطف أرواح أطفال ونساء وشيوخ بلا رحمة.

صيحات الاستغاثة​

ففي أزقة المدينة، ترتفع صيحات الاستغاثة، في حين أعلنت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان ارتفاع حصيلة قتلى المدينة إلى أكثر من 200 قتيل، بينهم 20 ضحية قتلوا رميًا بالرصاص.
بينما فقد بقية أرواحهم بسبب المرض والجوع والعطش، بالإضافة إلى حالات وبائية وتسمم كيمياوي نتيجة انعدام الرعاية الصحية.
ودانت اللجنة في بيان الجرائم التي ترتكبها قوات الدعم السريع ضد المدنيين.
عناصر من قوات الدعم السريع (رويترز)

عناصر من قوات الدعم السريع (رويترز)
كما أفادت بوقائع احتجاز سكان في المساجد والمسيد من قبل عناصر الدعم السريع، وفرض دفع مبالغ ضخمة مقابل خروجهم، ما أدى إلى وفاة بعض المحتجزين بسبب تناولهم حبوب قمح ملوثة.
إلى ذلك، دعت اللجنة إلى تدخل عاجل من منظمات حقوق الإنسان لفك الحصار عن المدينة وبقية المناطق المتضررة لضمان وصول المساعدات الإنسانية.

"موت بطيء"​

فيما قالت إحدى المصادر الطبية لـ"العربية.نت" إن "ما نراه هنا أبعد من مأساة صحية، إنه موت بطيء بسبب الحصار والرصاص والعطش والجوع والمرض".
ومع اشتداد الحصار وتضييق الخناق على المدينة، أصبحت عملية التواصل مع العالم الخارجي شبه مستحيلة.
فقد تم نهب الهواتف المحمولة وأجهزة ستارلينك الموصولة بالأقمار الصناعية، ما جعل الاتصال بالآخرين خارج الهلالية أمرًا بالغ الصعوبة.
قتلى وجرحى برصاص الدعم السريع في مدينة الهلالية السودانية

وأكد أحد الناجين: "لا يوجد من يسمعنا.. كل يوم يمر نقترب فيه أكثر من الموت، ونحن عاجزون حتى عن طلب المساعدة".

مبالغ باهظة​

هذا وأوضح سكان المدينة أن بعضهم تمكن من الهروب عبر دفع مبالغ باهظة للمسلحين، وصلت إلى خمسة ملايين جنيه سوداني، حوالي 2,000 دولار أميركي للشخص الواحد.
في حين بقي الفقراء عالقين، يعيشون تفاصيل الموت لحظة بلحظة.

"تسمم غامض"​

إلى ذلك، أكد أحد أبناء الهلالية لـ"العربية.نت": أن سكان المدينة يواجهون منذ 29 أكتوبر حصارا خانقا من الدعم السريع".
كما أشار إلى أن آلاف المدنيين عالقون من دون ماء أو كهرباء، في ظل تدمير المرافق الحيوية ونهب الطعام والأدوية، بينما يموت العشرات نتيجة تسمم غامض من دون توضيح أو علاج.
وأكد أن التواصل مع الخارج أصبح شبه مستحيل بعد انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت.
إلى ذلك، اعتبر أن "الحديث عن تفشي الكوليرا فقط يُعتبر ظلماً مضاعفاً للضحايا، فهم لم يسقطوا ضحايا للمرض فحسب، بل للإهمال والحصار والتجويع الذي فُرض عليهم".
43ea2a17-7f66-4b01-bb9c-d6cca9af162a.jpg

أين تقع مدينة الهلالية؟​

يشار إلى أن الهلالية تعد واحدة من أبرز حواضر شرق الجزيرة في وسط السودان. وتقع على الضفة الشرقية لنهر النيل الأزرق.
كما تتميز المدينة بموقعها الاستراتيجي على بعد حوالي 120 كيلومترًا شرق العاصمة الخرطوم، وبطابعها الصوفي الذي يشكل جزءًا مهمًا من ثقافتها. يربط الهلالية جسرا بمدينة الحصاحيصا غرب النيل الأزرق، مما يسهل التنقل بين المدينتين.
وتشتهر بالعلم والمعرفة والخلاوي التي تمثل مركزًا مهمًا للدراسات الصوفية والتعليم الديني. يُذكر أن الهلالية تعد بلدة الشاعر السوداني ذائع الصيت، الهادي آدم، صاحب الأغنية الشهيرة "أغداً ألقاك" التي تغنت بها كوكب الشرق، أم كلثوم.

المصدر: https://www.alarabiya.net/arab-and-...هلالية-تحت-الحصار-كل-يوم-نقترب-من-الموت-أكثر-
 
عودة
أعلى