المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 33,745
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة
منذ اندلاع الأزمة السورية، لعبت إيران دورا محوريا في دعم حكومة الرئيس السوري السابق بشار الأسد، ولم يقتصر هذا الدعم على الجوانب العسكرية والسياسية، بل امتد إلى المجالات الاقتصادية ليمنح النظام أدوات البقاء رغم الظروف المعاكسة.
وعلى مدار سنوات، حققت إيران منافع مادية من الاستثمارات في سوريا، وكان من الواضح أن استدامة العلاقات الاقتصادية هذه تعتمد بشكل كبير على استمرار بقاء بشار الأسد في السلطة.
واليوم حيث رحل الأسد يبدو أن الاستثمارات الإيرانية التي لم تضمن بقائه باتت هي الأخرى في مهب الريح.
ويمكن رصد استثمارات إيران في القطاعات السورية كالتالي:
1. قطاع النفط والغاز:
وبغية الاستثمار في القطاع النفطي، ساهمت إيران في إعادة بناء البنية التحتية النفطية السورية التي تعرضت لأضرار جسيمة خلال الحرب، وقد شملت هذه المساهمات تطوير واستغلال سبعة مواقع نفطية برية وثلاثة مواقع بحرية.يُذكر أن إنتاج النفط السوري، الذي كان يبلغ نحو 350 ألف برميل يوميًا قبل الحرب، انخفض إلى أقل من 24 ألف برميل يوميًا، وسعت إيران من خلال اتفاقيات طويلة الأجل أن تحتفظ بحصة مهمة لنفسها في هذا القطاع.
2. الفوسفات:
تُعد سوريا من أكبر الدول التي تمتلك احتياطات الفوسفات في الشرق الأوسط، وقد أبرمت إيران عقودًا بقيمة تفوق 100 مليون دولار لاستغلال هذه المناجم، مما يسهم في تلبية احتياجات الصناعات الكيميائية والزراعية الإيرانية.3. صناعة السيارات:
أسست شركة "إيران خودرو" خطوط إنتاج لتجميع السيارات الإيرانية في سوريا، وحاولت الشركة دخول هذا السوق عبر تقديم منتجاتها بأسعار تنافسية، وبهدف تقليل اعتماد سوريا على استيراد السيارات واستخدام السيارات الإيرانية المنتجة محليا.4. الطاقة والكهرباء:
وساهمت إيران في إعادة تأهيل بعض محطات كهرباء، بما في ذلك محطتا بانياس وحلب.5. الصناعات الدوائية:
قامت إيران بالمساهمة في مصانع لإنتاج الأدوية في سوريا كان جزءا من استثمارات.وفي واقع الأمر حاولت طهران من خلال هذه الاستثمارات في السنوات الأخيرة التي شملت مجالات أخرى أيضا في قطاعات صناعية متعددة في سوريا، تشمل البتروكيماويات والصناعات الانشائية والنقل والبنية التحتية أن تحقق أرباح تعوض ما أنفقته لدعم حكومة الرئيس السوري السابق.
وتشير بعض التقديرات إلى أن إيران أنفقت ما بين 20 إلى 30 مليار دولار في سوريا، تشمل الدعم المالي وتزويد الطاقة وتنفيذ مشاريع استثمارية.
وهذا ما أكده الرئيس السابق للجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، وقال أن هذه الاستثمارات مصدرها موارد وطنية إيرانية، ويجب ضمان استعادتها.
سقوط بشار الأسد وتأثيره على الاستثمارات الإيرانية
وكانت المصالح الإيرانية في سوريا تعتمد بشكل كبير على استمرار حكم بشار الأسد، واليوم بعد سقوطه وظهور حكم جديد، قد تواجه إيران في المجمل تحديات متعددة:1.فقدان النفوذ الاستراتيجي:
تشكل سوريا جسرا حيويا يربط إيران بحزب الله في لبنان، لذا منذ البداية كان طهران متيقنة بأن تغيير في النظام السوري قد يؤدي إلى انقطاع هذا الاتصال وتقليص النفوذ الإيراني في المنطقة.2.مخاطر خسارة الاستثمارات:
وصول حكومة تتكون من معارضي الرئيس السوري السابق من شأنه أن يؤدي إلى إلغاء أو مراجعة العقود التي أبرمتها إيران مع الحكومة السورية من جهة وقد تصبح الاستثمارات الإيرانية ضمن الأموال المصادرة.3. ضغوط داخلية ودولية:
وقد تؤدي خسارة سوريا كحليف استراتيجي إلى تصاعد الضغوط الدولية على إيران، بالإضافة إلى تعزيز الانتقادات الداخلية بشأن سياستها الخارجية وهذا ما بدأ فعلا.كما أن السعي لتعويض ما تم انفاقه في سوريا فإن العقيدة السياسية الإيرانية كانت تعتبر الاستثمارات في سوريا، جزءا من استراتيجيتها لتعزيز "محور المقاومة" إلى جانب "المكاسب الاقتصادية"، بشرط بقاء الأسد في السلطة، ولكن قد يؤدي التغيير المتسارع الذي شهدت سوريا إلى خسائر اقتصادية إلى جانب تقليص نفوذ طهران في المنطقة.
المصدر: https://www.alarabiya.net/aswaq/spe...ايرانية-في-سوريا-تواجه-تحديات-سقوط-بشار-الأسد