ما الجديد
منتدى الصحراء للدفاع و الأمن

سجل حسابًا مجانيًا اليوم لتصبح عضوًا! بمجرد تسجيل الدخول، ستتمكن من المشاركة في هذا الموقع عن طريق إضافة مواضيعك ومنشوراتك الخاصة، بالإضافة إلى التواصل مع الأعضاء الآخرين من خلال صندوق الوارد الخاص بك

مقالة أحجار قمرية وشطرنج فارسي .. كنوز متحف القصر الجمهوري المنكوب في السودان

المراسل الآلي

عضو مميز
المشاركات
57,634
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الدولة
مصر
ca21c404-8e4e-4d08-9eb3-90db9ec58450_16x9_1200x676.jpg

ca21c404-8e4e-4d08-9eb3-90db9ec58450_16x9_1200x676.jpg

يُعد متحف القصر الجمهوري في الخرطوم أحد أبرز المعالم التاريخية في السودان، إذ يضم بين جنباته مقتنيات أثرية نادرة توثق الحقب السياسية التي مرت بها البلاد منذ عام 1884 وحتى 2007.
افتُتح المتحف رسميا في 31 ديسمبر 1999، ليكون أول متحف متخصص في عرض مقتنيات حكام السودان، إضافة إلى مقتنيات أثرية وتراثية متعددة، ما يجعله شاهدا على تطور السلطة والحكم في السودان الحديث.
وعلى مدى عقود، احتوى المتحف على كنوز ونفائس نادرة تعود إلى مختلف الحقب، بدءا من الحكم التركي المصري، مرورا بالاستعمار البريطاني، وصولا إلى فترات الحكم الوطني، لكن تلك المقتنيات النادرة، التي كانت شاهدة على تحولات السودان السياسية، أصبحت اليوم في مهب الريح، بعد أن طالها النهب والتخريب إثر سيطرة قوات الدعم السريع على القصر الجمهوري مع اندلاع الحرب في السودان.
السودان

السودان

إرث تاريخي تحت التهديد​

ارتبط المتحف بالقصر الجمهوري ارتباطا وثيقا، إذ تعود معظم معروضاته إلى هذا القصر العريق، كما يقع داخل أسواره ويتبع له إداريًا، ليظل جزءا لا يتجزأ من الإرث السياسي والتاريخي للبلاد.

كاتدرائية تحولت إلى معلم تاريخي​

يُعد مبنى المتحف في حد ذاته تحفة معمارية، إذ كان في الأصل كاتدرائية شُيدت على الطراز البيزنطي عام 1912، حيث كان الحكام البريطانيون يؤدون شعائرهم الدينية.
ومع تغير الزمن، أُغلقت الكاتدرائية، وأعيد توظيفها عام 1999 كمتحف يعرض مقتنيات القصر ذات القيمة التاريخية، بعد إزالة برج الأجراس الذي كان يعلوها.
السودان

السودان

جناح السيارات الرئاسية.. لمحات من التاريخ​

يضم المتحف جناحا مخصصا لأسطول السيارات الرئاسية التي استخدمها حكام السودان خلال الحكم الثنائي (1889-1956) وما بعد الاستقلال. ومن بين أبرز المعروضات سيارة "رولز رويس" أهداها خديوي مصر عام 1924 إلى السير روبرت هاو، الحاكم العام البريطاني للسودان آنذاك، وأخرى من الطراز ذاته قُدمت للرئيس السوداني جعفر نميري عام 1984، بخصائص مصفحة ضد الرصاص.
كما يعرض الجناح سيارات "همبر" التي استخدمها الحكام البريطانيون بين 1940 و1955، إلى جانب سيارة "رولز رويس" موديل 1954، التي استُخدمت لنقل زعماء دول، من بينهم الرئيس المصري جمال عبد الناصر خلال زيارته للسودان في نوفمبر 1959.
السودان

السودان

معرض اللوحات والصور الرئاسية​

يضم المتحف مجموعة نادرة من اللوحات الزيتية والصور الفوتوغرافية التي توثق شخصيات سياسية بارزة حكمت السودان، من بينهم الملك فؤاد والملك فاروق، إضافة إلى رؤساء سودانيين مثل إسماعيل الأزهري، وإبراهيم عبود، وجعفر نميري، وعبد الرحمن سوار الذهب. كما يحتوي على صور لرؤساء حكومات بارزين، من بينهم محمد أحمد المحجوب، وسر الختم الخليفة، والجزولي دفع الله، والصادق المهدي.
وفي إحدى القاعات، عُلقت صورة نادرة للسلطان علي دينار، التُقطت عقب مقتله عام 1916، تُظهره وهو يدير وجهه نحو السماء، في مشهد يوثق نهاية أحد أبرز شخصيات التاريخ السوداني. كما احتوى المتحف على صورة لمعركة كرري، حيث يظهر مقاتلو الأنصار بسيوفهم المشرعة في لحظة تاريخية.
السودان

السودان

الأوسمة والتكريمات الرسمية​

يحتوي المتحف على معرض فريد لمختلف الأوسمة والأنواط التي مُنحت في السودان على مر العصور، ومن بينها "وسام النيلين"، الذي يُعد من أرفع الأوسمة السودانية وأكثرها رمزية.

أدوات موسيقية وأثاث تاريخي​

يضم المتحف جناحا خاصا بآلات موسيقية وأثاثات استخدمت داخل القصر الجمهوري، من بينها طاولة رئاسية استخدمها الزعيم إسماعيل الأزهري، أول رئيس لحكومة وطنية في السودان، مزينة بزخارف نحاسية، ومقعده الخشبي، إضافة إلى منضدة استُخدمت خلال افتتاح أول مجلس استشاري للسودان عام 1946.
كما يحتوي الجناح على بيانو عزف عليه الجنرال تشارلز غوردون، حاكم عام السودان الذي لقي مصرعه خلال الثورة المهدية عام 1885، إلى جانب بيانو كهربائي ضخم جلبه الحاكم العام ونجت باشا عام 1916.
السودان

من 2
  • السودان
  • السودان
(2 صور)
السودان
السودان

هدايا زعماء العالم.. أحجار قمرية وشطرنج فارسي​

لم يقتصر المتحف على المقتنيات المحلية، بل ضم أيضًا هدايا ثمينة من زعماء العالم إلى السودان عبر العصور. فعند مدخله، كانت تستقبل الزوار طاولة مصنوعة من الصدف، أهداها شاه إيران إلى الرئيس الأسبق جعفر نميري، مُصممة على هيئة رقعة شطرنج. إلى جانبها، تمثال لفارس إفريقي يحمل سيفًا ذهبيًا، أهدته الكاميرون.
ومن بين أبرز المقتنيات، كانت هناك أحجار صغيرة من سطح القمر، أهداها الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون إلى السودان، وإبريق فضي فريد، أهداه رئيس وزراء باكستان الأسبق ذو الفقار علي بوتو إلى الرئيس نميري خلال زيارته الأخيرة إلى السودان، قبل أن يُطاح به ويُعدم لاحقا في بلاده.

النهب والتدمير.. كارثة أثرية​

لكن هذه الكنوز الأثرية لم تسلم من أهوال الحرب. فقد وثّقت صور التقطها المصور الرئاسي كمال عمر ونشرت بصفحته بالفيسبوك، حجم الدمار الذي طال المتحف، بعد أن تحول إلى أنقاض إثر سيطرة الدعم السريع على القصر، قبل أن تستعيده القوات المسلحة السودانية السبت الماضي.
وفي السياق ذكرت مصادر مطلعة لـ"العربية.نت"/"الحدث.نت" بأن القصر الجمهوري تعرّض لعمليات نهب وتدمير ممنهجة، شملت مقتنياته وأثاثه الفاخر المستورد وفق أعلى المواصفات. وأكدت المصادر أن قوات الجيش فوجئت، عقب استعادة السيطرة على القصر، باختفاء شبه كامل لمحتوياته، وسط ترجيحات بأن بعض القطع سُرقت، فيما أقدمت عناصر الدعم السريع على إحراق جزء من الأثاث لاستخدامه كحطب للطهي، في ظل النقص الحاد في موارد الطاقة خلال المعارك.

كنوز لا تُقدَّر بثمن.. في مهب الضياع​

مع استمرار الحرب، يواجه السودان نزيفا ثقافيا خطيرا، إذ لم يكن متحف القصر الجمهوري الضحية الوحيدة، بل طالت عمليات النهب والتخريب العديد من المتاحف التاريخية والمواقع الأثرية. وبينما تتلاشى معالم هذا الإرث وسط ألسنة اللهب والدمار، يبقى السؤال: هل يمكن استعادة ما سُرق ودُمر، أم أن السودان والإنسانية خسرا جزءا لا يُعوَّض من ذاكرتهما وإرثهما التاريخي؟

المصدر: https://www.alarabiya.net/arab-and-...كنوز-متحف-القصر-الجمهوري-المنكوبة-في-السودان-
 
عودة
أعلى