مقالة أعياد الميلاد في إفريقيا... فرح متواصل بطابع محلي

[المراسل الآلي]

تتميز الاحتفالات بأعياد الميلاد ورأس السنة في إفريقيا بتنوعها واختلاف عاداتها وتشبعها من الثقافة الإفريقية الأصيلة ما جعلها نابضة بالحياة مميزة بالألوان والأطباق والكرنفلات، حيث نجد أنواع الزينة المستمدة من ألوان إفريقيا المبهرة ثم الأسواق المزدحمة والشوارع المضيئة على غير عادتها، والطاولات الممتدة والمخصصة للاحتفالات الجماعية وحفلات الرقص والألعاب النارية.
كأن إفريقيا في أعياد الميلاد تتناسى آلامها وأزماتها وتمنح للفرح والدفء والكرم مكانا في نهاية السنة، حيث يتقاسم الجميع الأمنيات والأطباق التقليدية المكونة أساسا من الأرز واللحم أو الذرة والديك الرومي.
ويحتل الرقص والموسيقى مركزا أساسيا في احتفالات الأفارقة بالميلاد، حيث تخلق الإيقاعات الحية والأغاني الاحتفالية أجواءً مبهجة تعزز الترابط وتحيي آمالا مع بداية العام الجديد.

من الرقصات الإفريقية

الأبراج وزيادة الوزن خلال الاحتفال​

على القنوات الفضائية برامج متنوعة تقدم نصائح للاحتفال الصحي وتوفير التكاليف وإعداد الاحتفال بشكل جماعي بين الأصدقاء والعائلة، كما تقدم برامج للحفلات التي ستقام بالفنادق والفضاءات المفتوحة وبرامج موسم العطلات، وخصصت القنوات حيزا مهما من برامجها للحديث عن الاحتياطات الأمنية المتخذة وكيفية استقبال السياح وثقافة السياحة في رأس السنة، كما قدمت نصائح هامة للاحتفال بالسنة الجديدة دون زيادة في الوزن أو إفراط في تناول الكحول.
وتحتل التنبؤات وقراءة الطالع وما تقوله الأبراج مساحة مهمة في برامج القنوات الفضائية.
وعلى صفحات الجرائد نجد نصائح لاحتفالات سليمة غير مرهقة خالية من التوتر وتأثيرات الأكل العاطفي، كما قدمت الصحف نصائح وتقنيات للاسترخاء كالتأمل والتنفس العميق واليوغا وأخرى للحفاظ على النشاط البدني بانتظام خلال العطلات.
واهتمت مواقع التواصل الاجتماعي بكل ما يخص الاحتفال السليم من خلال تناول الطعام الصحي قبل الذهاب إلى المناسبات الاحتفالية للسيطرة على الجوع وتجنب الإفراط في تناول الطعام، وأعطت نصائح للتخطيط للتسوق وعدم الإصابة بحمى المتاجر خلال موسم العطلات، وكيفية قضاء وقت ممتع، والاستمتاع مع العائلة والأصدقاء.

أسواق مزدحمة رغم الأزمة الاقتصادية​

في أبيدجان عاصمة ساحل العاج تحولت أغلب الأحياء إلى منارات من الأضواء الساطعة والجميلة، حيث أضيئت الشوارع الرئيسية والساحات العامة بآلاف المصابيح وزينت بالزخارف والديكورات الفخمة ومجسمات ودمى بابا نويل.
وبعد فترة من الركود عاشتها العاصمة وكل مدن ساحل العاج بسبب موجة ارتفاع الأسعار التي عانت منها البلاد مؤخرا، عادت الحركة من جديد مع موسم أعياد الميلاد ورأس السنة وبدت الأسواق المزدحمة والاختناقات المرورية والاحتفالات الصاخبة جزءا من حياة الإيفواريين مع اقتراب نهاية العام.

أطفال في إفريقيا
في إفريقيا الوسطى واكبت جمعيات ومؤسسات المجتمع المدني احتفالات الميلاد وخصصت جزءا كبيرا من أنشطتها للاحتفال في دور الأيتام ومآوي المشردين ومؤسسات المسنين وكذا المستشفيات حيث قامت بأنشطة مختلفة ترفيهية وتعليمية ودينية وقدمت هدايا وجوائز وكرمت عددا من رواد العمل الاجتماعي وأقامت حفلات موسيقية وزينت المؤسسات بالألعاب وزينة الميلاد والأضواء المختلفة.
وشاركت السيدة الأولى في جمهورية إفريقيا الوسطى، تينا مارغريت تواديرا، في هذه المبادرات بمساعدة الأطفال المحتاجين في العاصمة بانغي وتقديم الدراجات والدمى والمساعدات المختلفة والألعاب لهم.

احتفالات غير مسبوقة​

في العاصمة السينغالية داكار قال المنظمون إنهم سيخططون احتفالات استثنائية هذا العام تتميز بالعروض الفنية والاستعراضات الاحتفالية والألعاب النارية، وأكدوا أنهم اتخذوا جميع الإجراءات لضمان سير الاحتفالية غير المسبوقة للعاصمة هذا العام.
وفي النيجر حيث يمثل المسيحيون 2% من السكان البالغ عددهم 28 مليون نسمة، تُقام احتفالات وطقوس دينية في الكنائس وبعض المؤسسات، وتمنى الجميع أن يكون العام القادم عام خير وسلام على النيجر التي تسير بخطى مدروسة نحو الاستقرار بعد فترة من الاضطرابات.
أما في غينيا بيساو فقد تزامن الاحتفال بأعياد الميلاد مع إطلاق السلطات خطة جديدة هدفها حماية المواطنين من تعسف بعض رجال الشرطة بعد تلقي العديد من الشكايات ضدهم، حيث تم تركيب كاميرات مراقبة في جميع شوارع العاصمة لأول مرة بهدف وضع "حد للممارسات الفاسدة لبعض ضباط المرور".
وبفضل نظام المراقبة ستتمكن السلطات من التعرف على ضباط الشرطة الفاسدين ومعاقبتهم ووقف نظام الرشاوى والغرامات المفرطة، وكذا مراقبة سير الاحتفالات برأس السنة.

المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page/2024/12/27/أعياد-الميلاد-في-افريقيا-فرح-متواصل-بطابع-محلي