المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 63,319
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


مع بداية الحرب العالمية الثانية، حضي أرخبيل هيليغولاند (Heligoland) الألماني بأهمية كبيرة لدى المسؤولين العسكريين الألمان. فبتلك الفترة، استغل هذا الأرخبيل كقاعدة عسكرية بحرية حلت بها السفن والغواصات التابعة للكريغسمارين (Kriegsmarine) التي مثلت القوات البحرية الألمانية. وخلال سنوات الحرب، تعرض هذا الأرخبيل الصغير الذي لم تتعدى مساحته 1.7 كلم مربع لعمليات قصف مكثفة جاءت آخرها أواخر الحرب العالمية الثانية.

هيليغولاند عقب قصف بريطاني بالحرب العالمية الثانية
قاعدة عسكرية بأرخبيل هيليغولاند
تاريخيا، مثل أرخبيل هيليغولاند جزء من الدنمارك. وما بين عامي 1807 و1890، وقعت هذه المناطق تحت النفوذ البريطاني. وبداية من العام 1890، تحول أرخبيل هيليغولاند لجزء من مقاطعة شلسفيغ هولشتاين (Schleswig-Holstein) الألمانية.اثناء فترة الإمبراطورية الألمانية، تحول الأرخبيل لقاعدة بحرية بارزة. وبالحرب العالمية الأولى، أجلي سكان هيليغولاند نحو الداخل الألماني تزامنا مع تحويل هذه الجزر لقاعدة بحرية هائلة ومحصنة نشرت بها أكثر من 400 مدفع لمواجهة أي تدخل عسكري بريطاني محتمل. ومع نهاية الحرب العالمية الأولى، عاد سكان هذه الجزر لمنازلهم عقب تفكيك القاعدة البحرية. إلى ذلك، عمد النازيون عند استلامهم للسلطة لإعادة تفعيل نشاط القاعدة البحرية بالمنطقة متحدين بذلك ما جاء بمعاهدة فرساي.

صورة لإحدى القواعد الألمانية بهيليغولاند
بداية من العام 1939، كان أرخبيل هيليغولاند مسرحا للعديد من الغارات الجوية التي شنها سلاح الجو الملكي البريطاني. ومن خلال هذه الغارات، حاول البريطانيون استهداف البوارج والغواصات الألمانية الراسية بالمنطقة. من جهة ثانية، كسبت هيليغولاند مكانة استراتيجية لدى البحرية الألمانية عقب تزويدها بمدافع ساحلية وملاجئ وأنفاق محصنة لمواجهة الغارات الجوية. وقد تزامن كل ذلك حينها من اكتمال بناء مخبأ الغواصات ومطار جوي استخدمه لاحقا سلاح الجو الألماني بعمليات القصف.
غارات وتفجير بالأرخبيل
عقب جملة من الغارات الجوية على هذا الأرخبيل مطلع كانون الأول/ديسمبر 1939، تعرض البريطانيون لنكسة قرب هيليغولاند. فما بين 6 و9 يناير/جانفي 1940، خسرت البحرية البريطانية 3من غواصتها على مقربة من هذه المناطق.
خريطة لعدد من المواقع بأرخبيل خيليغولاند عام 1910
عقب عمليات قصف مكثفة ما بين عامي 1944 و1945، شهد أرخبيل هيليغولاند محاولة تمرد قادها عدد من المواطنين والعسكريين الألمان بالمنطقة. إلى ذلك، عرف هذا التمرد فشلا ذريعا تزامنا مع إعدام النازيين للمسؤولين عنه.
ما بين يومي 18 و19 نيسان/ابريل 1945، تعرض أرخبيل هيليغولاند البالغ مساحته 1.7 كلم مربع لقصف جوي غير مسبوق حيث أغارت نحو ألف من طائرات الحلفاء على هذه المنطقة وألقت ما يزيد عن 7 آلاف قنبلة مجبرة بذلك سكان هيليغولاند المقدر عددهم بنحو ألف نسمة على الإحتماء داخل الملاجئ. وعقب هذا القصف، تحول الأرخبيل لكومة ركام وصنف كمنطقة غير مأهولة وغير قابلة للسكن ليتم على إثر ذلك إجلاء جميع السكان منه.
قبل أن يعاد لألمانيا، قبع أرخبيل هيليغولاند ما بين 1945 و1952 بقبضة البريطانيين. ويوم 18 نيسان/أبريل 1947، استخدم البريطانيون 6700 طن من المتفجرات لتفجير ما تبقى من المدافع والقواعد والتحصينات الألمانية بالأرخبيل.
المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page...صغيرة-مساحتها-1-7-كلم-مربع-قصفت-ب7-الاف-قنبلة