مقالة شعار سياسي يعود إلى العصر الروماني أحياه ترامب.. ما هو؟

[المراسل الآلي]

خلال حملته الانتخابية ومنذ فوزه بالانتخابات الرئاسية، تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتماد سياسة "السلام من خلال القوة"، مستعيدا بذلك مفهوما دبلوماسيا قديما.
لكن من غير أن يتضح إن كان ذلك يعبر عن إستراتيجية حقيقية سيعتمدها عند عودته رسمياً إلى البيت الأبيض في 20 يناير المقبل، أم أنه مجرد شعار رنان أطلقه.

فبطرح هذا المفهوم، يستنهض ترامب ذكرى الرئيس الأميركي، رونالد ريغان الذي عمد خلال ولايتيه بين 1981 و1989 إلى زيادة ميزانية الدفاع بشكل كبير، قبل أن يفاوض في أواخر عهده مع الاتحاد السوفيتي الذي اعتمد يومها سياسة إصلاحات عرفت بالبيريسترويكا.
كما تحدث قبله الدبلوماسي المخضرم هنري كيسينجر، أحد أتباع مفهوم "السياسة الواقعية" (ريالبوليتيك) القاضية باعتماد مقاربة عملية في تحقيق المصالح الوطنية، عن السلام من خلال القوة.

أقدم بكثير​

غير أن هذا المفهوم أقدم من ذلك بكثير، ويعود إلى العهد الروماني، وفق ما أفادت فرانس برس.
فقد كتب الخبير العسكري الروماني فيجيتيوس في القرن الرابع قبل المسيح "من أراد السلام، فليستعد للحرب".

من شرق أوكرانيا (رويترز)
كما عمد الإمبراطور الروماني هادريان قبله إلى بناء أسوار لتحقيق الاستقرار.
وبالعودة إلى ترامب، فقد وعد خلال السباق الرئاسي ببناء "قوات مسلحة قوية" ووضع حد للحروب.
كما ردد منذ فوزه في الخامس من نوفمبر الحالي شعار "السلام من خلال القوة" الذي تبناه أيضا مرشحه لوزارة الخارجية ماركو روبيو.

"الحرب من خلال القوة"​

وفي السياق، رأى جورج بيب المحلل السابق في الاستخبارات الأميركية أن الترويج لمفهوم السلام من خلال القوة "يتخطى على الأرجح مجرد شعار" بنظر الإدارة المقبلة.
وقال المسؤول في معهد كوينسي للدراسات الذي يدعو إلى الحد من النزعة العسكرية، "إحساسي العميق هو أنهم جديون في استخدام هذا المفهوم كمبدأ يتبعونه".
لكنه شدد في الوقت عينه على ضرورة إيجاد توازن في هذه المقاربة، موضحا أن ريغان اتبع نهجا مزدوجا يقوم على تعزيز القوات المسلحة بموزاة "دبلوماسية ذكية" من أجل تعزيز السلام والاستقرار مع الاتحاد السوفيتي.

الدمار في غزة (رويترز)
كما أوضح الخبير "أنه إذا مضت الإدارة بعيدا جدا في مد غصن الزيتون، فقد يستغل خصومها ذلك. لكن في المقابل، إن مضت بعيدا جدا أيضا في موقف حربي، فقد ينتهي بها الأمر إلى الحرب من خلال القوة بدل السلام من خلال القوة".
من جهته، حذر جيكوب ستوكس الباحث في المركز من أجل أمن أميركي جديد، بأن فكرة السلام من خلال القوة تكون لها في بعض الأحيان نتائج مختلفة تماما، ما بين التطبيق والنظرية. ورأى على سبيل المثال أن "قطع المساعدات العسكرية عن أوكرانيا قد يجعلكم تحققون الشق المتعلق بالسلام، لكن ليس بالضرورة شق القوة".
إلا أنه شدد رغم ذلك على أن هذا الشعار السياسي "عظيم للرئيس ترامب، رغم أن ترجمته بصورة فعالة في سياسة خارجية ستطرح تحديا هائلا وصعبا".
يذكر أن الرئيس الأميركي المنتخب كان تعهد أكثر من مرة خلال الفترة الماضية بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، فضلا عن وضع حد للصراعات في الشرق الأوسط/ في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية في غزة، والتوتر مع إيران.

المصدر: https://www.alarabiya.net/arab-and-...لقوة-شعار-سياسي-من-العصر-الروماني-أحياه-ترامب