المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 52,359
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


بداية من العام 1937، اتخذت السياسة الخارجية اليابانية نسقا عدائيا ساهم في زيادة حدة التوتر على الصعيد الدولي. فخلال ذلك العام، لم تتردد القوات اليابانية في التدخل عسكريا ضد الصين معلنة بذلك بداية الحرب اليابانية الصينية الثانية التي استمرت لحدود نهاية الحرب العالمية الثانية.
وبالأعوام التالية، اتجهت اليابان للتحالف مع الألمان قبل أن تعمد لمهاجمة قاعدة بيرل هاربر الأميركية يوم 7 كانون الأول/ديسمبر 1941.
وحسب العديد من المحللين السياسيين، جاء هذا التغيير بالسياسة اليابانية بسبب عدد من الأحداث التي شهدتها البلاد منذ منتصف الثلاثينيات.
فإضافة لمغادرة وزير الدفاع ساداو أراكي (Sadao Araki) لمنصبه عام 1934، شهدت البلاد محاولة انقلابية فاشلة أودت بحياة العديد من المسؤولين سنة 1936.
انقسامات صلب الجيش وانقلاب
منذ فترة ميجي (Meiji)، عاشت اليابان على وقع انقسامات صلب الهيكل العسكري للبلاد حيث عانى الجيش الياباني لعقود من انقسام قواته لفرق حملت كل منها توجهات وإيديولوجيات خاصة بها. وخلال الثلاثينيات، انقسم الجيش الياباني بين فرقة كودوها (Kōdō-ha) الراديكالية، التي روجت للنظام الشمولي والتوسع الإمبريالي، وفرقة توسايها (Tōseiha) التي وصفت من قبل كثيرين بالفرقة المعتدلة.
من 3
ليسار الصورة رئيس الوزراء أوكادا كايسوكي
صورة لوزير الدفاع وزير الدفاع ساداو أراكي
صورة لشيرو نوناكا الذي وصف بقائد الإنقلاب
وأثناء فترة تولي ساداو أراكي لمنصب وزير الدفاع، حصل أتباع فرقة كودوها على مناصب هامة بالوزارة. ومع رحيل الأخير عام 1934، اتجه المسؤولون الجدد لتعويض العديد من أتباع فرقة كودوها بعسكريين آخرين انتموا لفرقة توسايها.
مع تصاعد حدة العداوة بين هذين الفصيلين صلب الجيش الياباني، شهدت اليابان يوم 26 شباط/فبراير 1936 محاولة انقلابية نظمها عدد من الضباط الشبان المتأثرين بتوجهات فرقة كودوها. وبتلك الفترة، اتجه هؤلاء الضباط لإعادة الحكم الإمبراطوري المباشر للإمبراطور هيروهيتو تزامنا مع قيامهم بملاحقات أمنية وإعدامات صلب التيار المؤيد لتوجهات فرقة توسايها.
اغتيال مسؤولين بارزين
وخلال هذه العملية الانقلابية التي شارك بها حوالي 1400 عسكري، هاجم الجنود مقار وزراية وإقامات عدد من المسؤولين السياسيين بالبلاد. وعلى الرغم من فشلهم في اغتيال رئيس الوزراء أوكادا كايسوكي (Okada Keisuke)، تمكن المنقلبون من اغتيال رئيسي الوزراء السابقين سايتو ماكوتو (Saitō Makoto) وتاكاهاشي كوريكيو (Takahashi Korekiyo). أيضا، شهدت هذه المحاولة الانقلابية مقتل العديد من السياسيين والمسؤولين العسكريين الذين اتهموا بالولاء لفرقة توسايها.إلى ذلك، تسببت هذه العملية الانقلابية بحالة انقسام صلب الجيش الياباني الذي عارض معظمه تغييرا بالسلطة. وبسبب عدم حصولهم على الدعم الكافي وتهديد الجيش بالتدخل ضدهم، ألقى المنقلبون أسلحتهم واضطروا للاستسلام بحلول يوم 29 شباط/فبراير 1936.
عقب فشل المحاولة الانقلابية، اتجه الجيش الياباني لمحاكمة وإعدام 19 فردا من قادة الانقلاب. فضلا عن ذلك، شهد نفوذ تيار كودوها الراديكالي تراجعا صلب الجيش الياباني. إلى ذلك، أدت العملية الانقلابية لمقتل عدد هام من السياسيين والعسكريين المعتدلين صلب تيار توسايها. وعلى إثر ذلك، شهد هذا التيار صعود عدد من المسؤولين الآخرين الذين تميزوا بتعصبهم وهو ما ساهم في السنوات التالية بتغيير هام بالتوجهات الخارجية لليابان.
المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page...ة-جعلت-الاغتيالات-سياسة-اليابان-أكثر-عدوانية-