المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 67,723
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


بحلول شهر أبريل (نيسان) 1945، كانت الحرب محسومة على الجبهة الأوروبية لصالح الحلفاء، فطيلة الأشهر السابقة، تلقى الألمان هزائم عديدة حيث خسروا مواقعهم بكل من فرنسا وإيطاليا كما أجبروا على التراجع للدفاع عن الأراضي الوطنية الألمانية بالجبهة الشرقية على إثر تواصل هزائمهم أمام تقدم الجيش الأحمر السوفيتي.
وخلال شهر أبريل (نيسان) 1945، حاول بعض المسؤولين الألمان فتح قنوات اتصال، خلسة وبعيدا عن أنظار أدولف هتلر، مع الأميركيين والبريطانيين بهدف التوصل لتسوية.
وفي مقابل ذلك، رفض أدولف هتلر فكرة الهزيمة واتجه، من مخبئه ببرلين لتقديم خطط عسكرية وهمية مثيرا بذلك استياء وقلق أهم الجنرالات بالقيادة العسكرية.

من 2
صورة للجنرال فيليكس شتاينر
صورة للجنرال غوتهارد هاينريشي
خطة عسكرية وهمية وإخفاء للتقارير
مع اقتراب سقوط برلين ووقوعها بيد السوفييت، اتجه القائد النازي أدولف هتلر بداية من يوم 21 أبريل (نيسان) 1945 لوضع خطة عسكرية لشن هجوم مضاد واسع النطاق ضد الجيش الأحمر.وبتصريحاته لمساعديه والمحيطين به، تحدث أدولف عن قدرة هذا الهجوم على إنقاذ برلين من الجيش الأحمر السوفيتي كما أكد أيضا أن نجاح هذا الهجوم سيقود البلاد لتحقيق النصر بالحرب.
وخلال هذا الهجوم، أوكل أدولف هتلر للجنرال بفرق الأس أس (SS) فيليكس شتاينر (Felix Steiner) مهمة شن هجوم على الجانب الشمالي من القوات السوفيتية بهدف وقف عملية تطويقها للعاصمة برلين.
وخلال الفترة التي سبقت هذه الخطة الغريبة، أخفى المسؤولون العسكريون الألمان بعض التقارير عن أدولف هتلر. ففي حدود يوم 17 أبريل (نيسان) 1945، اضطر الجنرال الألماني غوتهارد هاينريشي (Gotthard Heinrici) لسحب فرقتين رئيسيتين من فيلق أس أس بانزر الثالث (III SS Panzer Corps) الذي عمل تحت إشراف الجنرال فيليكس شتاينر قبل أن يقوم بنقلها لدعم الجيش التاسع الألماني.
وبسبب هذه الظروف، لم يكن فيليكس شتاينر قادرا على شن أي هجوم يذكر حيث افتقر للقوات والعتاد العسكري الكافي.

صورة للجنرال هانس كريبس
اقتناع هتلر بالهزيمة
مع تلقيه لأوامر الهجوم المضاد ضمن ما وصف بهجوم شتاينر، راسل الجنرال فيليكس شتاينر نظيره الجنرال غوتهارد هاينريشي وحدثه عن عدم قدرته على شن أي هجوم مضاد يذكر بسبب قلة عدد جنوده وتواجد عدد من الفرق العسكرية بوضعيات دفاعية.أيضا، أكد فيليكس شتاينر أن القوات المتوفرة لشن هذا الهجوم تتمثل فقط في فيلق الشرطة الرابع التابع للأس أس وعدد من قوات جيش المشاة الخامس التي تكونت من عدد هام من الأطفال، ضمن فرق شباب هتلر، الذين افتقروا للخبرة والتسليح الكافي. من جهة ثانية، أكد شتاينر أن الدبابات المتوفرة لديه هي دبابات قديمة سيطر عليها الألمان عام 1940 عند دخولهم لفرنسا.
يوم 22 أبريل (نيسان) 1945، حاول الجنرال شتاينر الاتصال بأدولف هتلر لإبلاغه عن الأمر. وفي الأثناء، رفض الجنرال هانس كريبس (Hans Krebs)، قائد جيش البر ومساعد هتلر بالمخبأ ببرلين، ربط شتاينر بهتلر بتعلة أن القائد النازي مشغول. وخلال نفس ذلك اليوم، حصل هتلر خلال أحد اجتماعاته على المعلومات التي أفادت بعدم حدوث هجوم شتاينر المضاد.
وعلى إثر ذلك، استشاط أدولف هتلر غضبا ضد جنرالاته قبل أن يخبرهم بنهاية الحرب ويقبل بفكرة هزيمة ألمانيا، كما أبلغ الحاضرين بأنه لن يغادر برلين تزامنا مع تعبيره عن رغبته بوضع حد لحياته لتجنب الوقوع بقبضة السوفييت.
المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page/2025/05/06/عقب-هجوم-وهمياقتنع-هتلر-بهزيمة-المانيا-بالحرب