المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 37,979
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة
على الرغم من انتمائها لشمال القارة الأميركية، تتبع منطقة غرينلاند سياسيا وثقافيا القارة الأوروبية منذ أكثر من ألف عام، فعلى مر التاريخ، تأثرت الأخيرة بثقافات كل من النرويج والدنمارك حيث حل عدد هام من سكان هذه المناطق للإقامة والاستقرار بها.
ومع انهيار الوحدة النرويجية الدنماركية عام 1814، تم ضم غرينلاند لممتلكات التاج الدنماركي. وبحلول العام 1953، تم ضم غرينلاند بشكل رسمي، حسب قرار دستوري، لتصبح بذلك الأخيرة جزءاً من الدنمارك ويحصل سكانها على الجنسية الدنماركية.
إلى ذلك، كانت غرينلاند حاضرة بالعديد من الأحداث العالمية بالقرن الماضي. وخلال الحرب العالمية الثانية، أصبحت الأخيرة محل أطماع للنازيين الذين سعوا لبناء مراصد جوية بها بأكثر من مناسبة لمراقبة القطب الشمالي.
صورة لعدد من الأسرى الألمان عقب وقوعهم بقبضة الأميركيين بغرينلاند
تدخل أميركي بغرينلاند
عقب تفرغه من غزو بولندا واقتسامها مع الجانب السوفيتي مطلع الحرب العالمية الثانية، وجه أدولف هتلر أطماعه التوسعية نحو عدد من المناطق الإسكندنافية. وما بين يومي 9 و10 نيسان/أبريل 1940، سقطت الدنمارك، عقب عملية عسكرية سريعة استمرت لساعات، بقبضة القوات الألمانية. وعلى إثر ذلك، فقدت غرينلاند اتصالها بالدنمارك.وخلال نفس تلك الفترة، تخوفت الولايات المتحدة الأميركية، التي لم تدخل بعد الحرب العالمية الثانية، من احتمال تدخل الألمان بغرينلاند لاحتلالها وإنشاء قواعد عسكرية بها على مقربة من الأراضي الأميركية والكندية.
قوات دنماركية أثناء محاولتها صد التدخل الألماني سنة 1940
وضمن عملية استباقية، تدخلت القوات الأميركية بشكل سريع خلال يوم 8 نيسان/أبريل 1941 بغرينلاند لتبسط سيطرتها عليها وتمنع الألمان من الاقتراب منها.
وبتلك الفترة، قدر عدد سكان غرينلاند بنحو 18 ألف نسمة. وبسبب التدخل الأميركي، تزايد عدد سكانها حيث تمركز بها بضعة آلاف من الجنود الأميركيين كما سيرت حولها العديد من الدوريات البحرية. وبفضل هذا التدخل العسكري، تمكنت غرينلاند من اقتناء العديد من البضائع الأميركية والكندية حيث صدرت الأخيرة كميات هامة من مادة الكريوليت (Cryolite) مقابل حصولها على السلع الأميركية والكندية.
صورة لجندي دنماركي قتل خلال المعارك مع الألمان سنة 1940
غرينلاند خلال الحرب العالمية
خلال الحرب العالمية الثانية، استخدم الأميركيون الرمز بلوي (Bluie) للإشارة لغرينلاند بمراسلاتهم بهدف تضليل الألمان. وفي الأثناء، أقام الأميركيون بهذه الجزيرة، المصنفة كأكبر الجزر بالعالم، قواعد عسكرية مثل القاعدتين الجويتين بلوي الغربية 1 وبلوي الغربية 8.في خضم الحرب، لاحظت دوريات زلاجات الكلاب سيروس (Sirius Dog Sled Patrol) الدنماركية وجود بعض من مراكز الاستطلاع الألمانية التي أنشأتها برلين بغرينلاند كمراصد جوية لمراقبة القطب الشمالي. وخلال تلك الفترة، راسل أفراد هذه الدوريات القوات الأميركية لإطلاعها على مواقع الألمان. لاحقا، تكفلت القوات الأميركية بعملية مطاردة الألمان بالمنطقة وتدمير مراصدهم الجوية. وبعدد من المراصد الجوية مثل مرصد إدلوايس 2 (Edelweiss II)، تمكن الأميركيون من أسر عدد من الجنود والخبراء الألمان بغرينلاند.
ومع نهاية الحرب العالمية الثانية، خطط وزير التصنيع الحربي الألماني ألبرت شبير (Albert Speer) للهرب نحو غرينلاند إلا أنه تراجع عن ذلك مفضلا تسليم نفسه للأميركيين.
لحدود العام 1940، مثلت غرينلاند نوعا من المجتمعات المعزولة التي لم تسمح لها الدنمارك بممارسة نشاط تجاري كبير. وعقب الحرب العالمية الثانية، وافقت الدنمارك عام 1953 على رفع منزلة غرينلاند لتجعل منها جزءا، كبقية الأجزاء الأخرى، من البلاد كما منحتها بحلول العام 1979 نوعا من أنواع الحكم الذاتي.
المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page...باقية-لهذا-تدخلت-أميركا-عسكريا-بغرينلاند-عام-