المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 88,884
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


عقب اعتلائه لعرش فرنسا عام 1804 وحصوله على لقب الإمبراطور، حقق نابليون بونابرت العديد من الانتصارات العسكرية الهامة على الساحة الأوروبية. وانطلاقا من ذلك، أجبر العديد من القوى الأوروبية على توقيع معاهدات سلام معه والانضمام للحصار القاري المفروض على بريطانيا.
فيما آمن بونابرت عن طريق هذه المعاهدات بفكرة نجاحه في عزل بريطانيا اقتصادياً وإنهاكها بغية إجبارها على قبول شروطه. غير أن توقعاته جاءت لتصطدم بواقع مخالف لذلك حيث تنكر له هؤلاء الحلفاء، الذين وقع معهم معاهدات سلام، وانقلبوا عليه متسببين في سقوطه وانهيار إمبراطوريته.
فرض معاهدات على روسيا والسويد
عقب توقيع معاهدة تيلسيت في 7 يوليو 1807، عرفت الحرب بين الفرنسيين والروس نهايتها. وخلال لقائه ببونابرت في ذلك اليوم، عبر القيصر الروسي ألكسندر الأول عن كرهه للسياسة البريطانية في المنطقة. وحسب بنود المعاهدة الفرنسية الروسية، قبل الروس الانضمام للحصار القاري وإنهاء تجارتهم مع البريطانيين. وبحلول سبتمبر من العام نفسه، شهدت المنطقة اندلاع الحرب الروسية البريطانية التي استمرت لنحو 5 سنوات، وجرت فيها اشتباكات بحرية محدودة بين البلدين في بحر البلطيق وبحر بارنتس.
لوحة تجسد القيصر الروسي ألكسندر الأول
من جهة ثانية، أبرم بونابرت يوم 6 يناير 1810 معاهدة باريس مع السويديين. وبموجب هده المعاهدة، أجبرت السويد على الالتحاق بالحصار القاري المفروض على بريطانيا. لكن رغم ذلك، واصلت العمليات التجارية مع بريطانيا بشكل متقطع ومحدود حيث احتاج السويديون للسلع البريطانية بسبب تصنيف بريطانيا كأهم حليف تجاري للسويد منذ عقود.
ومع سماعه بخبر تواصل العمليات التجارية بين البلدين، أجبر بونابرت السويد خلال نوفمبر 1810 على إعلان الحرب على بريطانيا ومصادرة جميع السفن البريطانية بموانئها. ولم تشهد هذه الحرب إراقة أي دماء حيث لم تتواجه السويد وبريطانيا بأية معركة طيلة هذه الحرب التي استمرت لأقل من سنتين.

لوحة تجسد احدى المعارك البحرية بين البريطانيين والروس
انهيار سريع
إلا أن تلك المعاهدات عرفت انهياراً سريعاً إثر اندلاع الثورة الإسبانية وتدخل الفرنسيين في إسبانيا إذ أجبر بونابرت حينها على سحب عدد كبير من قواته المرابطة قرب النمسا وبروسيا وروسيا لقمع هذه الثورة.في نفس الوقت، استغلت هذه الدول الأمر لتتجه نحو مطالبة فرنسا بسحب قواتها والتراجع تزامناً مع كسر الحصار القاري عن طريق السماح بعودة التجارة مع البريطانيين.
وعقب بداية الغزو الفرنسي لروسيا في يونيو 1812، اتجهت كل من روسيا والسويد لإنهاء حالة الحرب مع بريطانيا. كما أبرمت كل من السويد وروسيا معاهدات سلام مع بريطانيا في مدينة أوريبرو (Örebro) السويدية يوم 18 يوليو 1812. وبموجب هذه المعاهدات، وافق الجميع على عودة العلاقات الدبلوماسية والتجارية.

لوحة لإحدى المعارك خلال الغزو الفرنسي لروسيا
فضلاً عن ذلك، تعهد الموقعون بوقف العمليات القتالية فيما بينهم وتكوين تحالف بهدف إنهاء الحملات التوسعية لبونابرت.
ولعبت معاهدات السلام الموقعة بأوريبرو دوراً كبيراً في بداية حرب التحالف السادسة عام 1813. فبهذه الحرب، وحدت هذه الدول قواها، مع عدد من الدول الأخرى كبروسيا والنمسا، وتمكنت من شن حملة عسكرية ضد فرنسا أسفرت عن تنازل بونابرت عن العرش.
المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page...طت-نابليون-بونابرت-وتسببت-بانهيار-امبراطورتيه