المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 64,365
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


في الوقت الذي يشهد فيه التداوي بالنباتات والأعشاب في أفريقيا إقبالا كبيرا يقدره الخبراء بنحو 60% من سكانها، تتجدد المطالب بضرورة دمج طرق الرعاية التقليدية والعلاج بالأعشاب في صناعة الدواء خاصة للأمراض المنتشرة بكثرة في افريقيا من خلال تصنيع المنتجات العشبية وجعلها آمنة أكثر وتحويلها إلى أدوية قائمة بذاتها.
وفي مواجهة عجز وأحيانا فشل أنظمة الرعاية الصحية بالدول الأفريقية، لازالت الأعشاب الحل الأول وغالبا الوحيد امام نسبة كبيرة من الأفارقة خاصة المعزولين في المناطق الريفية.
في هذا الصدد يقول الباحث في مجال النباتات الطبية مباي عيسى "في قارة حيث تنتشر الأوبئة وتُسجل أعلى معدلات وفيات للرضع والأمهات، ونظرا لصعوبة الوصول إلى الرعاية الطبية، لازالت الأعشاب هي الوسيلة الأولى التي يلجأ إليها المرضى كما انها بديلة يسد الفجوة الصحية في العديد من الدول الافريقية...".

أعشاب (آيستوك)
ويضيف في حديثه لـ"العربية.نت": "هذا الاعتماد الكبير على التداوي بالأعشاب خلق واقعا له ايجابيته وسلبياته، فهو من جهة خفف الكلفة العلاجية وقدم حلولا عاجلة وقريبة للغالبية ومنع انتشار الأوبئة على نطاق واسع، لكنه من جهة أخرى فقد نشر علاجات تحتوي على سموم شديدة الفعالية رغم فوائدها.. وألغى أو أبعد الطب الحديث عن الكثير من المناطق التي يرى سكانها ان الطب التقليدي بديل رخيص وموثوق به بينما المستشفيات العامة فاشلة والأطباء في القطاع الخاص باهظو الثمن".
وعن نسبة الأفارقة الذين يثقون في الطب التقليدي يقول الباحث "من الصعب معرفة النسبة بالتحديد خاصة انها تتفاوت من بلد لآخر، لكن أغلب الأبحاث تؤكد ان نحو 60% من سكان افريقيا يستشيرون معالج تقليدي سواء بانتظام او على فترات.. كما ان وجود عشرات الآلاف من المعالجين وارتفاع حجم مبيعات سوق الطب الافريقي التقليدي يؤكد ان نسبة المقبلين عليه كبيرة".
الطب التقليدي على التطبيقات ومواقع التواصل
لا يزال قطاع الطب التقليدي يعاني من نقص كبير في التنظيم وصعوبة إيجاد حلول صحية فعالة دون اضرار جانبية، فلا يوجد ضمان بأن هذا الدواء فعال أو آمن، كما ان الدجل والشعوذة لا يزالان يؤثران على سمعته وأهميته.ورغم ذلك فإن الطب الأفريقي التقليدي اصبح يجذب جيلًا جديدًا من الممارسين الشباب الذين استغلوا التقنية الحديثة وانتشار التطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي للتواصل مع مرضاهم ونشر المعلومات وارسال العلاجات لسكان الأرياف المعزولين، وإنشاء مواقع ومتاجر إلكترونية لبيع الاعشاب والعلاجات.
وفي مؤتمر العلوم النباتية الذي نُظم بالغابون أواخر شهر مارس الماضي، أجمع المشاركون الذين ينتمون لعدة بلدان أفريقية على ضرورة الاستفادة من البيانات والعلاجات والوصفات التي يقدمها الطب التقليدي، واختيار أنواع نباتية ذات أهمية في علاج الأمراض المستعصية وكذا تطوير الأدوية أو التخصصات الصيدلانية.
وأوضحوا أن الأدوية المتاحة لتلبية الاحتياجات الصحية للشعوب الأفريقية لم تكن تغطي عددًا معينًا من الحالات المرضية، ما دفع المرضى إلى اللجوء إلى الطب التقليدي، مؤكدين على أهمية استغلال الآلاف من وصفات العلاج من عشرات الممارسين التقليديين في أفريقيا الغنية باعشابها ومواردها.
ودعا المشاركون في المؤتمر إلى ضرورة تنظيم هذه السوق الآخذة في التطور، وإخضاع العلاجات التقليدية للبحث والتطوير الدوائي لإيجاد حلول بديلة مستوحاة من الطب الأفريقي التقليدي المحسن.
المصدر: https://www.alarabiya.net/north-afr...-نقص-الدواء-أفارقة-يعتمدون-على-الأعشاب-للعلاج