المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 70,394
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


بداية من يوم 10 أيار (مايو) 1940، باشرت القوات الألمانية تدخلها بأراضي كل من بلجيكا ولكسمبورغ وهولندا وفرنسا في خضم الحرب العالمية الثانية.
وبعد مضي نحو شهر ونصف، اضطرت فرنسا للاستسلام تحت وطأة التقدم الألماني السريع داخل أراضيها. ومع توقيع اتفاقية استسلامها، ظهرت بفرنسا حكومة فيشي (Vichy) التي تزعمها المارشال فيليب بيتان (Philippe Pétain). وقد مثلت هذه الحكومة حينها سلطة عميلة للألمان حيث اتجهت للتخابر مع النازيين.
إلى ذلك، عانت حكومة فيشي من ويلات انهيار البلاد أمام التقدم الألماني. وبمناطق مستعمرة الهند الصينية الفرنسية، اضطرت حكومة فيشي لمواجهة أطماع التايلنديين. وبسبب ذلك، اندلعت حرب بين الطرفين نتج عنها تدخل مباشر، بمفاوضات السلام، من قبل اليابانيين الذين نجحوا في استغلال الموقف لصالحهم.

صورة لدبابات رينو إف تي فرنسية
أسباب الحرب ونقص الدعم الفرنسي
مستغلة هزيمتهم على الساحة الأوروبية أمام الألمان، اتجهت اليابان خلال شهر أيلول (سبتمبر) 1940 للتدخل عسكريا بالهند الصينية الفرنسية. وبعد عمليات قتالية استمرت لأيام، قبل الفرنسيون بالسماح لليابانيين باستغلال قواعد عسكرية موجودة بمستعمرتهم.أمام هذا الوضع، تحدث رئيس وزراء تايلند المارشال بلايك فيبونسونغكرام (Plaek Phibunsongkhram) عن استحالة صمود الفرنسيين بالهند الصينية أمام غزو تايلندي بسبب افتقارهم للإمدادات والدعم الذي حصلوا عليه بالسابق من باريس. وانطلاقا من ذلك، اتجهت تايلند للتدخل عسكريا بهذه المستعمرة الفرنسية المجاورة بهدف انتزاع عدد من الأراضي منها.

صورة للسفينة ناتوري
حسب التقديرات حينها، امتلك الفرنسيون بالهند الصينية 50 ألف عسكري كان من ضمنهم 12 ألف فرنسي فقط حيث مثل الباقون مجندين من المستعمرات. وقد نظمت هذه القوات ضمن 41 فرقة مشاة وتلقت دعما من فرقتي مدفعية و20 دبابة رينو إف تي (Renault FT) قديمة الصنع و100 طائرة. وفي المقابل، جهّز التايلنديون جيشا تكون من 60 ألف جندي مدعوم بحوالي 100 دبابة وفرق مدفعية مجهزة بمدافع حديثة إضافة لما يزيد عن 140 طائرة عسكرية كان جلها طائرات يابانية حديثة الصنع.
على الرغم من عدم تحقيقهم لنصر حاسم، تمكن التايلنديون من النجاح تكتيكيا حيث تمكنت قواتهم من مواجهة الفرنسيين وتكبيدهم خسائر فادحة بالمعارك التي استمرت ما بين شهري تشرين الأول (أكتوبر) 1940 وأواخر يناير 1941. ومع تخوفهم من إمكانية نفاد ذخائرهم وعدم حصولهم على دعم كاف مال الفرنسيون نحو السلام.

صورة لرئيس وزراء تايلند المارشال بلايك فيبونسونغكرام
اتفاق سلام وتدخل ياباني
على الرغم من دعمها للتايلنديين، عرضت اليابان وساطتها لإنهاء الأزمة بين الطرفين. وبوساطة يابانية تم يوم 28 يناير 1941 التوصل لوقف إطلاق نار. وعلى متن السفينة اليابانية ناتوري (Natori) يوم 31 من الشهر نفسه، وقع التايلنديون والفرنسيون على وقف إطلاق نار رسمي وتعهدا بالبدء بمفاوضات سلام.أملا في الحفاظ على مصالحها بالمنطقة، تدخلت اليابان بشكل مباشر باتفاقية السلام، التي وقعت يوم 9 مايو (أيار) 1941، فأجبرت الفرنسيين على تسليم مناطق من لاوس وكمبوديا الحالية لتايلند بينما فرضت على الأخيرة دفع مبلغ 6 ملايين قرش تجاري للفرنسيين كتعويض. وباتفاق شفوي وسري، وعدت تايلند بالسماح لليابانيين بعبور أراضيها للتدخل بالمستعمرات البريطانية مستقبلا.
إلى ذلك، نكث رئيس وزراء تايلند المارشال بلايك فيبونسونغكرام بوعده لليابانيين خلال الأشهر التالية واتجه للتقرب من البريطانيين والأميركيين. ويوم 8 ديسمبر (كانون الأول) 1941، عمدت القوات اليابانية للتدخل عسكريا بتايلند. وبعد ساعات قليلة من العمليات القتالية، قبل رئيس وزراء تايلند بالشروط التي فرضها عليه اليابانيون واتجه للتحالف مع اليابان لحدود العام 1945.
المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page/2025/05/15/لقلة-الدعماعلنت-تايلاند-الحرب-على-فرنسا-بالقرن-الماضي