مقالة في عام واحد.. أضاعت موسكو غواصة وصواريخ نووية بالمحيط

[المراسل الآلي]

في خضم الحرب الباردة، عاش العالم سنة 1968 على وقع واحد من الأحداث الغريبة، فخلال نفس السنة، اختفت أربع غواصات بشكل غامض بدون أن يتم تحديد مواقعها بشكل واضح.
فيوم 25 يناير (جانفي) 1968، اختفت الغواصة الإسرائيلية آي أن أس داكار (INS Dakar). وبعدها بيومين فقط، اختفت الغواصة الفرنسية مينيرف (Minerve)، رفقة طاقمها المتكون من 52 شخصا، بخليج الأسد. وبحلول يوم 22 أيار (مايو) من العام نفسه، اختفت الغواصة النووية الأميركية سكوربيون (Scorpion)، رفقة 99 من طاقمها، بعرض المحيط الأطلسي.
ولقائمة الغواصات التي اختفت عام 1968، تنظم الغواصة السوفيتية كي 129 (K-129). فخلال شهر آذار (مارس) سنة 1968، فقد الاتحاد السوفيتي الاتصال بهذه الغواصة التي تواجدت بالمحيط الهادئ.

صورة للغواصة كي 129

ظهور الغواصة كي 129​

خلال العام 1954، اتجه الاتحاد السوفيتي لإنتاج جيل جديد من الغواصات تزامنا مع نجاحه في اكتساب القنبلتين الذرية والهيدروجينية. ومع تطور علوم الصواريخ الباليستية ونجاح التجارب، حاول المسؤولون السوفيت الحصول على غواصات قادرة على الإقتراب من السواحل الأميركية لإطلاق صواريخها.
وانطلاقا من ذلك، باشر الاتحاد السوفيتي ببناء الغواصة كي 129 التي دخلت الخدمة مطلع الستينيات. وحسب التصاميم، بلغ طول هذه الغواصة 100 متر بينما قدر وزنها بنحور 2700 طن. وقد أبحرت الأخيرة بسرعة بلغت 26 كلم بالساعة أثناء الغوص. من جهة ثانية، زودت هذه الغواصة بثلاثة صواريخ آر 21 (R-21) مجهزة برؤوس حربية نووية.
ومع دخولها الخدمة، أرسلت الغواصة كي 129 نحو المحيط الهادئ لتعمل ضمن أسطول المحيط الهادئ السوفيتي الذي قاد الأميرال رودولف غولوسوف (Rudolf Golosov) جناح الغواصات به.

من 2

• 
• 

(2 صور)
صورة للغواصة يو 9
صورة للغواصة الأميركية سكوربيون

غرق الغواصة​

يوم 24 شباط (فبراير) 1968، أبحرت الغواصة كي 129 بمهمة استكشافية. وبادئ الأمر سارت الأمور على ما يرام. لكن في حدود يوم 8 آذار (مارس) 1968، فقد الاتصال بهذه الغواصة التي اختفت بشكل غامض، رفقة طاقمها المتكون من نحو 98 بحارا، على بعد حوالي 2800 كلم شمال غربي جزيرة أواهو (Oʻahu) التابعة لأرخبيل جزر هاواي.
بعد مضي أسبوعين كاملين من دون الحصول على أية إشارة منها، أرسل الاتحاد السوفيتي أسطولا بحريا للبحث عن الغواصة كي 129. من جهة ثانية، اعتمد السوفيت على مجموعة من طائرات الاستطلاع التي حلقت فوق مساحات كبيرة للبحث عن حطام هذه الغواصة التي كانت مزودة برؤوس حربية نووية.
بالتزامن مع ذلك، ظهرت بموسكو العديد من الإشاعات لتفسير اختفاء الغواصة كي 129. فبينما تحدث البعض عن خلل بمحركها وبطارياتها، تحدث آخرون عن مهاجمتها، أو ارتطامها، بالغواصة الأميركية يو أس أس سووردفيش (USS Swordfish) التي تواجدت بتلك الفترة باليابان لتلقي إصلاحات عاجلة.

من 2

• 
• 

(2 صور)
صورة تعبيرية
صورة لصاروخ آر 21
إلى ذلك، تابع الأميركيون عن كثب ما يحصل بالمحيط الهادئ. واعتمادا على تقنياتهم، تمكن الأميركيون من تحديد موقع كي 129 التي تواجدت حينها على بعد مئات الأميال من موقع البحث السوفيتي. لاحقا، أطلق الأميركيون عملية أزوريان (Azorian) لإستخراج الغواصة السوفيتية وسحبها نحو السواحل الأميركية.
وفي الاثناء، عرفت هذه العملية فشلا ذريعا بسبب تواجد الغواصة بقاع المحيط وتمكن الأميركيون من استخراج أجزاء بسيطة منها.

المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page/2025/05/28/في-عام-واحداضاعت-موسكو-غواصة-وصواريخ-نووية-بالمحيط