المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 33,734
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة
تعتزم فرنسا خفض وجودها العسكري في غرب إفريقيا ووسطها، مما قد يأتي بنتائج عكسية ويزيد من تقليص نفوذ القوة الاستعمارية السابقة في المنطقة في وقت تعمل فيه روسيا على ترسيخ موطئ قدمها هناك.
وسلّم مبعوث فرنسي من الرئيس إيمانويل ماكرون هذا الأسبوع، تقريراً به مقترحات عن كيفية خفض فرنسا وجودها العسكري في تشاد والغابون وساحل العاج حيث تنشر قوات لها منذ عقود.
ولم تُنشر تفاصيل التقرير، لكن مصدرين قالا إن الخطة تقوم على خفض عدد القوات إلى 600 من نحو 2200 الآن. وقال المصدران إن تشاد ستحتفظ بأكبر عدد بواقع 300 نزولاً من ألف.
لكن في تحرك باغت المسؤولين الفرنسيين، أنهت حكومة تشاد، الخميس، على نحو مفاجئ اتفاق تعاون دفاعي مع فرنسا. وقد يجعل ذلك جميع القوات الفرنسية تغادر الدولة الواقعة في وسط القارة. وتشاد حليف رئيسي للغرب في حربه على المتطرفين في المنطقة.
وفي ضربة مماثلة لفرنسا، قال الرئيس السنغالي بشير جوماي فاي للتلفزيون الفرنسي، الخميس، إن من غير الملائم أن تواصل القوات الفرنسية بقاءها في بلاده، حيث يوجد 350 منها حالياً.
ويأتي قرار فرنسا مراجعة وجودها في غرب إفريقيا بعدما اضطر جنودها للانسحاب من مالي وبوركينا فاسو والنيجر عقب انقلابات عسكرية في الدول الثلاث وانتشار المشاعر المناهضة لفرنسا.
جنود فرنسيون في النيجر (أرشيفية)
وقال دبلوماسيون إن تلك أيضاً إحدى التبعات لتحويل باريس مزيداً من اهتمامها إلى أوروبا وسط الحرب في أوكرانيا وتزايد القيود على الميزانية.
وذكر المصدران أن المراجعة تحمل تصوراً بأن يركز الجنود الفرنسيون في المنطقة على التدريب وتبادل معلومات المخابرات والاستجابة لطلبات الدول من أجل المساعدة، بناء على احتياجاتهم.
وقال المصدران ومسؤولون آخرون إن تشاد لم تناقش مع فرنسا من قبل تحركها لإنهاء اتفاق التعاون معها، لذا باغت القرار باريس.
وتريد فرنسا الحفاظ على وجودها في تشاد لأسباب منها عملها على المساعدة في تخفيف واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية العالمية في السودان.
وقال أحد المصدرين، وهو مسؤول فرنسي مطلع على شؤون تشاد، إن حكومة تشاد تعتبر فيما يبدو قرار فرنسا خفض وجودها العسكري بأكثر من النصف هناك استخفافاً بها. وأضاف المصدر أن تشاد تشعر أيضاً أن الفرنسيين لم يعودوا في موقع يسمح لهم بضمان أمن النظام العسكري الذي يقوده محمد إدريس ديبي.
وذكرت وزارة خارجية تشاد أن نجامينا تريد التأكيد التام على سيادتها بعد أكثر من ستة عقود من الاستقلال عن فرنسا، وذلك في بيان صدر الخميس بعد ساعات من زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو للحدود السودانية شرق البلاد مع نظيره التشادي.
ويتباين الانسحاب الفرنسي بالإضافة إلى الانسحاب الأميركي من إفريقيا مع تزايد نفوذ روسيا ودول أخرى، منها تركيا، في القارة. ويسهم مرتزقة روس في دعم الحكومات العسكرية في النيجر ومالي وبوركينا فاسو، بالإضافة إلى مساعدتهم في قتال متطرفين.
لكن مسؤولين فرنسيين ومصادر أخرى قللت من شأن قدرة روسيا على استغلال تراجع دور فرنسا في تشاد، على الأقل في الأمد القصير.
المصدر: https://www.alarabiya.net/arab-and-...-تخفض-وجودها-بأفريقيا-وسط-خشية-من-نتائج-عكسية