مقالة بتجاهله معاهدة فرساي.. أغلق هتلر قناة "كيل" الدولية بالقرن الماضي

[المراسل الآلي]

خلال القرون الماضية، تحدث سكان المناطق المطلة على بحري البلطيق والشمال عن فكرة لتشييد قناة قد تساهم في ربط البحرين وتخفف عبء الإبحار والمسافة البعيدة على التجار.
ومنذ ثمانينيات القرن الثامن عشر، تحولت فكرة إنشاء هذه القناة لواقع بفضل المملكة الدنماركية النرويجية حيث نجحت الأخيرة في تشييد أول قناة ربطت بين البحرين.
وبالعقود التالية، شهدت المنطقة ظهور قناة أخرى ألمانية عرفت بقناة كيل (Kiel) وتميزت بحجم أكبر ساهم في تسهيل تنقل السفن الكبرى. ومنذ تشييدها، تحولت قناة كيل لمحل جدل بين ألمانيا والقوى العالمية.

قناة كيل أثناء بنائها

فكرة قناة كيل​

خلال فترة حكم الملك كريستيان السابع (Christian VII) شيدت مملكة الدنمارك والنرويج سنة 1784 ما يعرف بقناة إيدر (Eder) التي مثلت أول قناة ربطت بين بحري البلطيق والشمال. وحسب التصاميم، امتدت قناة إيدر على مسافة 43 كلم ضمن ممر مائي بلغ طوله 175 كلم بين كل من كيل وبداية نهر إيدر. أيضا، بلغ عرض هذه القناة 29 مترا، بينما قدر عمقها بنحو 3 أمتار فقط. وبسبب هذه الخاصيات، سمحت القناة بالعبور لسفن لا يتجاوز وزنها 300 طن.
عقب حرب شلسفيغ الثانية عام 1864، وقعت شلسفيغ هولشتاين (Schleswig-Holstein) بقبضة بروسيا. وعلى إثر ذلك، طالب التجار والبحرية البروسية بإنشاء قناة بحرية جديدة لضمان عبور سفن أخرى أكبر حجما وتجنب المرور حول الدنمارك.

كريستيان السابع ملك الدنمارك

بناء القناة وإغلاقها​

خلال شهر حزيران (يونيو) 1887، جندت الإمبراطورية الألمانية نحو 9 آلاف عامل لتشييد هذه القناة الجديدة التي بدأت أشغال بنائها عند منطقة هولتيناو (Holtenau) قرب كيل.
وبعد 8 سنوات، اكتملت أشغال تشييد هذه القناة، ويوم 20 حزيران (يونيو) 1895، افتتحت القناة بشكل رسمي من قبل الإمبراطور فيلهلم الثاني (Wilhelm II) الذي أطلق عليها اسم قناة القيصر فيلهلم الأول نسبة لجده.
استخدمت هذه القناة، التي حملت لاحقا اسم قناة كيل، بشكل كبير من قبل التجار وسفن البحرية الألمانية للإبحار بين بحر البلطيق وبحر الشمال. وما بين عامي 1907 و1914، قام الألمان بتوسيع هذه القناة لضمان مرور البوارج والمدمرات، ذات الحجم الضخم، عبرها.

صورة لفيلهلم الثاني
مع نهاية الحرب العالمية الأولى، أجبرت ألمانيا، حسب بنود معاهدة فرساي، على فتح قناة كيل للملاحة الدولية. وعلى الرغم من معارضة الأميركيين، سمح للألمان بمواصلة الإشراف على إدارة القناة.
وبداية من العام 1936، تنكر أدولف هتلر لما جاء بمعاهدة فرساي ولجأ لإغلاق القناة مجددا بوجه الملاجة الدولية. وبسبب ذلك، ضلت قناة كيل مغلقة لحين نهاية الحرب العالمية الثانية.

المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page...اغلق-هتلر-قناة-ملاحة-دولية-هامة-بالقرن-الماضي