المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 90,301
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


في خضم الحرب العالمية الأولى، اهتزت روسيا سنة 1917 على وقع ثورتين، فبينما أطاحت الأولى بنظام القيصر نيقولا الثاني، أسفرت الثانية خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر) عن صعود البلاشفة واستلام فلاديمير لينين ورفاقه للحكم.
ومع نجاح الثورة البلشفية، خرجت روسيا من الحرب العالمية الأولى لتدخل بحرب أهلية دامية أسفرت عن مقتل الملايين وإعلان قيام الاتحاد السوفيتي. إلى ذلك، كان من الممكن منع قيام الاتحاد السوفيتي منذ البداية لولا عدد من القرارات السيئة التي اتخذت عام 1917. فبسبب حالة من التردد، تسببت الحكومة المؤقتة عام 1917 في إنجاح الثورة البلشفية.
تخبط سياسي بروسيا عقب رحيل القيصر
مع تنازل القيصر الروسي نيقولا الثاني عن العرش مطلع آذار (مارس) 1917، تولت حكومة مؤقتة، تكونت من الليبراليين والاشتراكيين المعتدلين، زمام الأمور بالبلاد. وبادئ الأمر، حصل الأرستقراطي الليبرالي غيورغي لفوف (Georgy Lvov) على منصب الوزير الأول بالحكومة الروسية. ومع استقالته من منصبه خلال شهر تموز (يوليو) من العام نفسه، تولى الاشتراكي ألكسندر كيرينسكي (Alexander Kerensky) زمام الأمور كوزير أول لروسيا.
كيرينسكي بمكتبه
ومع توليه لمنصبه، واجه كيرينسكي العديد من المصاعب بالداخل الروسي حيث طالب الفلاحون بالأراضي التي حرموا منها خلال عهد القياصرة تزامنا مع انهيار الاقتصاد وتعاظم الديون. أيضا، عاشت روسيا بنفس الفترة على وقع حالة من عدم الاستقرار السياسي بسبب تزايد نفوذ البلشفيين بالأوساط العمالية ومطالبة أغلبية الروس بخروج بلادهم من الحرب وعودة الجنود لديارهم.
إلى ذلك، استخف كيرينسكي منذ البداية بالبلشفيين ووصفهم بالأقلية كما شكك أيضا في قدرتهم على القيام بتمرد أو حشد عدد كاف من المناصرين للقيام بذلك.

صورة تجمع بين لينين وتروتسكي رفقة عدد من مناصريهم
تردد وقرارات سيئة
بحلول شهر تشرين الأول (أكتوبر) 1917، عاش الشارع الروسي على وقع حالة من الغليان بسبب انهيار الاقتصاد وتدهور المعيشة وتواصل مشاركة الجيش بالحرب العالمية الأولى التي استنزفت مقدرة البلاد. من جهة ثانية، التف عدد كبير من الروس حول لينين الذي قدم وعودا بتوفير الأراضي والخبز للجميع وإخراج روسيا من الحرب. وبسبب ذلك، أصبح جليا استعداد البلشفيين للتمرد.وبدلا من اعتقال القادة البلشفيين وإنهاء وجود ما عرف بسوفييت بيتروغراد، تردد كيرينسكي وفضل التريث خوفا من إمكانية اندلاع مواجهات ودخول البلاد بدوامة عنف.

من 2
صورة لكيرينسكي
صورة لغيورغي لفوف
من جهة ثانية، شهدت روسيا خلال شهر أيلول (سبتمبر) 1917 تمردا ضد حكومة كيرينسكي قاده الجنرال لافر كورنيلوف (Lavr Kornilov) الذي شغل بتلك الفترة منصب قائد القوات المسلحة. ومع فشل التمرد، عمد كيرينسكي لإعفاء عدد كبير من كبار الجنرالات والضباط متسببا بذلك في إضعاف وإنهاك الجيش الروسي. أيضا، ارتكب كيرينسكي خطأ كارثيا أثناء قمعه لتمرد كورنيلوف حيث عمد الوزير الروسي حينها لتسليح عمال بيتروغراد لمواجهة كورنيلوف. ومع قيام الثورة البلشفية، لم يتردد عدد كبير من هؤلاء العمال المسلحين في الاصطفاف خلف لينين.
ما بين يومي 24 و25 تشرين الأول (أكتوبر) 1917، استولى البلشفيون على عدد من النقاط الحيوية ببيتروغراد. وكعادته، تردد كيرينسكي في التدخل. ومع فوات الأوان، غادر الأخير العاصمة أملا في جمع القوات الموالية لحكومته ومهاجمتها لاستعادتها من قبضة البلشفيين. إلى ذلك، لم تسر الأمور كما خطط لها كيرينسكي حيث جمع الأخير عددا ضئيلا من القوات كان غير كاف للقيام بهجوم.
المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page/2025/07/23/بسبب-التردد-قرارات-رئيس-روسي-غيرت-مستقبل-العالم