المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 77,354
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


مطلع عشرينيات القرن الماضي، شهدت إيطاليا تزايدا لنفوذ وشعبية الحزب الفاشي الذي تأسس خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 1921. وعلى إثر واقعة الزحف على روما خلال أكتوبر (تشرين الأول) 1922، تمكن الدكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني من بلوغ سدة الحكم عقب تعيينه رئيس وزراء لإيطاليا.
إلى ذلك، واجه بينيتو موسوليني معارضة من قبل أحزاب عديدة بالبرلمان الإيطالي، حيث رفض كثيرون طريقة حصوله على الحكم وانتقدوا نهجه السياسي. وقد تواجد ضمن معارضيه الاشتراكي جياكومو ماتيوتي (Giacomo Matteotti) الذي اغتيل على يد الشرطة السرية التابعة للفاشيين مثيرا حالة من الاحتقان بإيطاليا.

جياكومو ماتيوتي
معارضة لسلطة موسوليني
وأثناء مسيرته السياسية، انتخب الاشتراكي، وسكرتير الحزب الاشتراكي الوحدوي الإيطالي، جياكومو ماتيوتي ثلاثة مرات كعضو بالبرلمان الإيطالي. وقد جاءت آخرها خلال شهر أبريل (نيسان) 1924 خلال فترة شهدت بها إيطاليا حالة من التوتر السياسي على إثر صعود الفاشيين وتولي بينيتو موسوليني منصب رئيس الوزراء.إلى ذلك، مثل جياكومو ماتيوتي واحدا من أشرس معارضي بينيتو موسوليني حيث لم يتردد هذا المعارض الاشتراكي في انتقاد سلطة موسوليني علنا بأكثر من مناسبة. وخلال خطاب ألقاه أمام البرلمان الإيطالي يوم 30 مايو (أيار) 1924، انتقد ماتيوتي العنف الذي مارسه الفاشيون ضد معارضيهم كما تحدث في الآن ذاته عن قيام موسوليني بتزوير الانتخابات البرلمانية الأخيرة وحصوله على رشوة من مؤسسات أجنبية بهدف تسهيل حصولها على عقود استغلال للثروات الطبيعية الإيطالية.

ماتيوتي رفقة عدد من مناصريه
اغتيال ماتيوتي
أثار خطاب جياكومو ماتيوتي يوم 30 مايو (أيار) 1924 حالة من الغضب بصفوف الفاشيين الذين أعدوا خطة للتخلص منه. ويوم 10 يونيو (حزيران) 1924، اختطف الأخير من قبل خمسة أشخاص، منتمين للشرطة السرية الفاشية، واقتيد لداخل سيارة من نوع لانسيا كابا (Lancia Kappa) أثناء توجهه للبرلمان. وبداخل السيارة، تعرض جياكومو ماتيوتي لطعنات عديدة أثناء مقاومته لخاطفيه.إلى ذلك، أثارت حادثة اختفاء جياكومو ماتيوتي حالة من الاحتقان بالساحة السياسية الإيطالية حيث طالب كثيرون موسوليني بالكشف عن مصيره بعد اتهامه بالوقوف وراء اختفائه. وبحلول يوم 16 أغسطس (آب) 1924، عثر على جثة ماتيوتي بمنطقة ريانو (Riano) على بعد 23 كلم شمال العاصمة روما.

موسوليني
أثارت حادثة اغتيال ماتيوتي حالة من الاحتقان بالساحة السياسية الإيطالية، حيث اتجهت أحزاب المعارضة للاتحاد والانسحاب من البرلمان الإيطالي كنوع من أنواع الاحتجاج. فضلا عن ذلك، رفض الملك الإيطالي فكتور إيمانويل الثالث (Victor Emmanuel III) التحرك ضد موسوليني وإقالته خوفا من إمكانية اندلاع حرب أهلية بإيطاليا بسبب الدعم الشعبي الذي حظي به الحزب الفاشي وهيمنته على البرلمان.
لاحقا، ألقت الشرطة الإيطالية القبض على المتهمين بحادثة قتل ماتيوتي. وبالتزامن مع ذلك، فضل القضاء الإيطالي عدم مساءلة موسوليني عن الحادثة، على الرغم من وجود أدلة ضده، خوفا من إمكانية اندلاع أعمال عنف بالبلاد.
وعقب محاكمة وجيزة، أدين ثلاثة من المتهمين بحادثة اغتيال ماتيوتي ونالوا أحكاما بالسجن. ما بين عامي 1925 و1926، أفرج عن جميع المتهمين عقب صدور عفو رسمي من موسوليني.
المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page/2025/06/08/بسبب-اغتيال-كادت-حرب-اهلية-ان-تندلع-بايطاليا-