مقالة بسبب اغتيال.. اندلعت بهذا العام حرب بين البرتغال والصين

[المراسل الآلي]

بداية من العام 1535، سجل البرتغاليون ظهورهم بمنطقة ماكاو (Macau) الواقعة بالجنوب الشرقي الصيني عقب حصولهم على صلاحيات بممارسة التجارة ورسو السفن بها. ومع ازدهار التجارة بالمنطقة، حصل البرتغاليون على إذن بإقامة مستوطنة بماكاو مقابل دفعهم لإيجار سنوي باهظ للسلطات الصينية. وبحلول القرن التاسع عشر، طالبت البرتغال بالحصول على ماكاو لتصبح جزءاً من دولتها.
إلى ذلك، رفضت الصين جميع هذه المطالب البرتغالية قبل أن توافق بحلول أربعينيات القرن التاسع عشر. وقد ظلت ماكاو جزءاً من البرتغال لحدود العام 1999 حيث وافق حينها البرتغاليون على إعادتها للصين.
إلى ذلك، شهدت ماكاو العديد من الصراعات طيلة فترة تواجدها تحت النفوذ البرتغالي. وقد جاءت أبرز هذه الصراعات مع الجانب الصيني سنة 1849 عقب حادثة اغتيال الحاكم البرتغالي جواو ماريا فيريرا دو أمارال (João Maria Ferreira do Amaral).

غضب شعبي ضد الحاكم البرتغالي​

خلال شهر نيسان/أبريل 1846، تولى جواو ماريا فيريرا دو أمارال منصب الحاكم البرتغالي التاسع والسبعين بتاريخ ماكاو. ومنذ البداية، أظهر الأخير مواقف عدائية تجاه الصينيين حيث عمد خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 1846 لاستخدام الخيار العسكري لقمع تمرد واحتجاجات شهدتها ماكاو.

من 3

• 
• 
• 

(3 صور)
رسم تخيلي لقوات برتغالية بماكاو
رسم تخيلي للحاجز الذي يفصل ماكاو عن الصين
رسم تخيلي لدو أمارال

مطلع العام 1849، اتجه الحاكم البرتغالي لتمديد أسوار ماكاو نحو الحدود الصينية. وبسبب ذلك، أقدم الأخير على تخريب ونقل العديد من القبور مثيرا بذلك غضب السكان الصينيين بماكاو. فضلا عن ذلك، أجبر دو أمارال الصينيين المقيمين داخل ماكاو على دفع الضرائب للسلطات البرتغالية بدلا من نظيرتها الصينية كما فرض رقابة صارمة على حركة العبور داخل ماكاو ومنع المسؤولين الصينيين من تحصيل الرسوم الجمركية والضرائب داخلها.
من جهة ثانية، عمد دو أمارال لطرد مسؤولي الجمارك الصينيين بميناء ماكاو بالقوة وراسل عددا من السياسيين والبيروقراطيين الصينيين مؤكدا لهم أنهم سيستقبلون كأجانب في حال زيارتهم لماكاو.
ساهمت هذه الإجراءات في زيادة الغضب الشعبي ضد دو أمارال الذي حاول من خلال مثل هذه الإجراءات إبعاد ماكاو عن التدخل الصيني وتحويلها لمنطقة برتغالية مستقلة.

مقتل حاكم ماكاو​

عقب تحوله لإحدى أكثر الشخصيات المكروهة بالصين، اتجه عدد من أثرياء قوانغتشو (Guangzhou) الصينية لوضع مكافأة على رأس الحاكم البرتغالي لماكاو.
يوم 22 آب/أغسطس 1849، غادر جواو ماريا فيريرا دو أمارال أسوار ماكاو واتجه لقرية قريبة بهدف تقديم مساعدة لامرأة صينية اعتاد منذ فترة على مساعدتها ماديا. وعلى بعد عشرات الأمتار من ماكاو، تعرض الحاكم البرتغالي لكمين عمدت خلاله مجموعة تكونت من سبعة صينيين لمهاجمته بأسلحة حادة. وخلال هذه العملية، أقدم المسلحون الصينيين على قطع رأس ويد دو أمارال قبل نقلهما لقوانغتشو بهدف الحصول على المكافأة.
أثارت عملية قتل دو أمارال حالة من التوتر بالمنطقة حيث اتهمت البرتغال، بمساعدة البريطانيين والفرنسيين والأميركيين، السلطات الصينية بالتستر على مهاجمي دو أمارال. وبسبب الفراغ السياسي الذي عاشت على وقعه ماكاو، اتجه عدد من المسؤولين لطلب المساعدة من البريطانيين الذي أرسلوا سفنا حربية لحماية الرعايا البرتغاليين.
مع ملاحظتها لضعف الموقف البرتغالي بماكاو، نقلت الصين عددا من قواتها للمنطقة. وعلى إثر ذلك، اندلعت معركة باساليو (Passaleão) يوم 25 آب/أغسطس 1849 التي انتهت بهزيمة وتراجع الصينيين. من جهة ثانية باشرت كل من بريطانيا وفرنسا بنقل مزيد من القوات للمنطقة وهددتا بالتدخل ضد الصين في حال عدم تراجعها.

المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page/2024/09/29/بسبب-اغتيال-اندلعت-بهذا-العام-حرب-بين-البرتغال-والصين