المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 88,287
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


تسود أجواء من التوتر في بلدة طوري باتشيكو بإقليم مورسيا الإسباني، بعد سلسلة من الوقائع التي أعادت الجدل حول العلاقة بين المهاجرين والسكان المحليين. وقد رافق ذلك ظهور تحركات لأحزاب أقصى اليمين، أطلقت تصريحات وخطابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي "تهاجم وجود المهاجرين وتحمّلهم مسؤولية الاختلالات الأمنية"، ما زاد من حدّة التوتر في الشارع الإسباني.
وتعود تفاصيل القصة، وفقًا لصحيفة "إل دياريو" الإسبانية، إلى يوم التاسع من يوليو 2025، حين تعرّض رجل إسباني مسن (68 عامًا) لاعتداء من طرف ثلاثة شبّان في بلدة طوري باتشيكو بمورسيا. بعدما قام المعتدون بضربه وتصوير الواقعة، في سلوك وصفته التحقيقات الأولية بأنه قد يكون جزءًا من "تحدٍّ شبكي" متداول على منصات التواصل، إذ أكدت الشرطة أن الضحية نُقل إلى المستشفى وهو يعاني من إصابات في الرأس والوجه.

وأثار الفيديو المسجل للواقعة موجة غضب عارمة، سرعان ما تحوّلت إلى "تحريض صريح ضد الجالية المغربية" من قبل حسابات ومنشورات مرتبطة بأقصى اليمين. وحسب ما نشره موقع "أوكي دياريو" الإسباني، اجتاحت دعوات "الثأر للمسن" مواقع التواصل، وخرجت مجموعات غاضبة إلى الشارع تستهدف مهاجرين ومتاجرهم، متهمة إياهم بـ"غزو الأحياء الإسبانية"، ما أدى إلى إغلاق العديد من المحلات بسبب الخوف من الهجمات.
وأمام تصاعد التوتر، نشرت قوات الحرس المدني الإسباني تعزيزات أمنية مكثفة في بلدة طوري باتشيكو، حيث كشفت صحيفة "لابْرِداد دي مورسيا" أن الشرطة أعلنت عن توقيف 13 شخصًا حتى مساء 11 يوليو، بينهم المشتبه فيه الرئيسي في الاعتداء، إضافة إلى أفراد من السكان المحليين متهمين بالتحريض والمشاركة في أعمال عنف. كما تم فتح ملفات جنائية ضدهم، وبعضهم تم تقديمه للنيابة بتهم تتعلق بـ "الكراهية والتمييز العنصري".
صحيفة "20 مينوتوس" الإسبانية أشارت، نقلًا عن مصادر قضائية، إلى أن النيابة العامة شرعت في تحقيقات موسعة تشمل ما نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي. وركّزت التحقيقات على منشورات لأعضاء معروفين في حزب "فوكس" اليميني، يحرضون ضد المغاربة ويحمّلونهم مسؤولية الجريمة بشكل جماعي. ولم تستبعد النيابة تصنيف "التحريض" ضمن "جرائم الكراهية المنظمة".
وفتحت النيابة العليا في إقليم مورسيا، عبر فرعها في قرطجنة، تحقيقًا أوليًا بشأن منشورات منسوبة لرئيس حزب "فوكس" المحلي، تتعلق بأحداث بلدة طورّي باتشيكو، وذلك لدراسة إمكانية تحريك دعوى قضائية بحقه. وجاء هذا الإجراء عقب شكاوى تقدّمت بها أحزاب الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، واليسار الموحد، وحزب بوديموس، على أن يتولى مندوب جرائم الكراهية متابعة مجريات الملف.
وفي سياق متصل، أوقف الحرس المدني مساء الاثنين رجلًا يُشتبه في قيادته لمجموعة على تيليغرام تحمل اسم "اطردوهم الآن"، نُسبت إليها دعوات لمهاجمة مهاجرين في البلدة.
من جهتها، أعربت جمعيات حقوق الإنسان والنقابات المحلية عن قلقها العميق، محذّرة من تصاعد "العنف العرقي" في مورسيا، وفق ما نقلته إذاعة "كادينا سير" الإسبانية، حيث دعت إلى ضبط النفس ورفض خطاب التعميم، مشددة على أن الجالية المغربية جزء من النسيج الاجتماعي المحلي منذ عقود، ولا يجوز تحميلها تبعات فعل إجرامي فردي. كما طالبت السلطات بحماية الحقوق الأساسية لكل المهاجرين دون تمييز.
المصدر: https://www.alarabiya.net/north-afr...قصة-الكاملة-لتصاعد-العنصرية-ضد-مغاربة-اسبانيا