المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 63,958
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


مع نهاية الحرب العالمية الثانية، شهد العالم بداية الحرب الباردة التي وضعت حلفاء الأمس، الذين اتحدوا ضد النازيين وأصدقائهم، وجها لوجه ضمن صراع حول النفوذ العالمي. وبتلك الفترة، انقسمت أوروبا بين معسكرين شرقي، ضم الاتحاد السوفيتي وحلفاءه، وغربي تواجدت ضمنه الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها الغربيون.

من 2
صورة للبابا بول السادس
صورة للبابا يوحنا بولس الثاني
إلى ذلك، وجدت الفاتيكان نفسها طرفا بهذا الصراع. فبقرار غريب أصدر البابا بيوس الثاني عشر (Pius XII) مرسوما أعلن من خلاله الحرمان الكنسي ضد كل الشيوعيين المسيحيين.
العداء بين الفاتيكان والشيوعية
نال بيوس الثاني عشر، ذو الأصول الإيطالية، منصب البابا مطلع مارس(آذار) 1939 خلفا لبيوس الحادي عشر الذي توفي يوم 10 فبراير (شباط) 1939 بسبب نوبة قلبية. وقبل رحيله عن هذا العالم يوم 9 أكتوبر (تشرين الأول) 1958، كان بيوس الثاني عشر قد شغل منصب البابا طيلة سنوات الحرب العالمية الثانية والعقد الأول من الحرب الباردة.إلى ذلك، مثل بيوس الثاني عشر أحد أشرس معارضي الفكر الشيوعي حيث وصف الأخير الاتحاد السوفيتي والشيوعية بالعدو اللدود للكنيسة الكاثوليكية والمسيحة. فمنذ نجاح الثورة البلشفية بالاتحاد السوفيتي، اعتبرت الفاتيكان الشيوعية تهديدا وجوديا للمسيحية بسبب أفكارها الإلحادية وسعيها لإنهاء الطبقية بالمجتمعات.

من 2
صورة للقائد السوفيتي جوزيف ستالين
بطريرك القسطنطينية المسكوني أثيناغوراس الأول
من جهة ثانية، تخوفت الكنيسة الكاثوليكية من إمكانية تآكل المجتمع المسيحي في حال انتشار الفكر الشيوعي وتغلغله ببقية المناطق الأوروبية. وأثناء الفترة الستالينية، تزايد عداء الكنيسة الكاثوليكية للتيار الشيوعي والاتحاد السوفيتي. فأثناء فترة حكمه، لم يتردد جوزيف ستالين في اعتقال ونقل عدد كبير من رجال الدين نحو مراكز العمل القسري تزامنا مع تدميره لعدد من الكنائس التاريخية وتحويله للبعض الآخر لمستودعات لتخزين القمح والمحاصيل.
من جهة ثانية، تحمّل بيوس الثاني عشر بكره شخصي للشيوعيين. فأثناء فترة عمله كدبلوماسي للفاتيكان بميونيخ سنة 1919، هاجم عدد من الثوار الشيوعيين منزله وسرقوا سيارته تحت تهديد السلاح.
مرسوم ضد الشيوعية
خلال العام 1949، مرر المجمع المقدس الأعلى للمكتب المقدس مرسوما ضد الشيوعية وافق عليه البابا بيوس الثاني عشر. وبموجب هذا المرسوم تعرض الكاثوليكيون الذين اعتنقوا التوجهات الشيوعية للحرمان الكنسي باعتبارهم مؤمنين بأفكار إلحادية ووصفوا بالمرتدين عن الفكر المسيحي. وقد جاء هذا المرسوم حينها للرد على ظهور جمعيات كاثوليكية مؤيدة للشيوعية، ومدعومة حكوميا، بدول أوروبا الشرقية.وعلى الرغم من محاولته الفصل بين أنظمة أوروبا الشرقية والكاثوليك، اتجهت بعض من دول المعسكر الشرقي كبولندا والمجر لتجاهل المرسوم البابوي حيث قبلت الجمعيات والكنائس الكاثوليكية هنالك بعضوية المسيحيين الذين أيدوا الفكر الشيوعي.
من جهتها، طالبت واشنطن بطريرك القسطنطينية المسكوني أثيناغوراس الأول (Athenagoras I) بإصدار مرسوم مماثل لإدانة الشيوعية ومؤيديها بالكنيسة الأرثوذكسية بهدف خلق ضغط اجتماعي بدول المعسكر الشرقي.
شيئا فشيئا، توقفت الفاتيكان عن تطبيق مرسوم الحرمان الكنسي الذي أقر بفترة بيوس الثاني عشر عقب التوصل لتسويات مع دول المعسكر الشرقي. وقد جاءت أول هذه التسويات عام 1950 مع بولندا. بحلول العام 1966، علق البابا بول السادس العمل بهذا المرسوم. وعام 1983، ألغي المرسوم أثناء فترة يوحنا بولس الثاني.
المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page/2025/04/23/بهذا-العام-طردت-الفاتيكان-الشيوعيين-من-المسيحية-