المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 82,133
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة
خلال العقد الثاني من القرن الثامن عشر، كانت أوروبا على موعد مع اتفاقيات سلام حددت مستقبل القارة بأكملها خلال العقود التالية، فبداية من العام 1713، شهدت مدينة أترخت (Utrecht) الهولندية توقيع ما عرف باتفاقيات أترخت التي أنهت حرب الخلافة الإسبانية التي كانت قد استعرت منذ مطلع القرن. وفي الأثناء، ساهمت هذه الاتفاقيات في رفع مكانة بريطانيا بأوروبا وتحولها للقوة المهيمنة.
حرب الخلافة الإسبانية
عقب وفاته مطلع تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1700، لم يترك ملك إسبانيا شارل الثاني (Charles II)، المنحدر من عائلة هابسبورغ (Habsburg)، أي وريث للعرش حيث لم يرزق الأخير طيلة فترة حياته بأطفال. وبسبب ذلك، تحول التاج الإسباني والإمبراطورية الإسبانية لمحل أطماع بين مؤيدي عائلة بوربورن (Bourbons) الفرنسية ومساندي عائلة هابسبورغ.
لوحة تجسد شارل الثاني
إلى ذلك، تحدث الإسبان عن قيام شارل قبل وفاته بتعيين فيليب، دوق أنجو (Anjou)، الذي كان أحد أقرباء ملك فرنسا لويس الرابع عشر كوريث على عرش إسبانيا. وفي الأثناء، رفضت عائلة هابسبورغ النمساوية، التي أشرفت على الإمبراطورية الرومانية المقدسة، الأمر وتوعدت، مدعومة بالتحالف الكبير الذي ضم بريطانيا وجمهورية هولندا، بالدخول بحرب لضمان هيمنتها على إسبانيا وإمبراطوريتها مترامية الأطراف.
أدت كل هذا العوامل لاندلاع حرب الخلافة الإسبانية، أو كما تعرف أيضا بحرب الثلاثة عشر عاما، خلال شهر آذار (مارس) 1701. وقد استمرت هذه الحرب لحدود العام 1714 تقاتلت أثناءها الأطراف المتحاربة بمناطق عديدة وحتى بالمستعمرات. وأثناء هذه الحرب، قتل ما يزيد عن 750 ألف عسكري من مختلف الأطراف، مصادر أخرى رجحت مقتل ما يزيد عن مليون عسكري، سقط جلهم بسبب الأمراض والأوبئة.
من 2
لوحة تجسد فيليب الخامس
لوحة تجسد لويس الرابع عشر
معاهدات سلام أترخت
إلى ذلك، عرفت هذه الحرب نهايتها بفضل ما يعرف بمعاهدات سلام أترخت التي وقعت بين إسبانيا وفرنسا والإمبراطورية الرومانية المقدسة وبريطانيا وعدد من الدويلات الأوروبية الأخرى ما بين عامي 1713 و1715.غيرت هذه المعاهدات الخريطة السياسية بأوروبا وساهمت بتعاظم دور بريطانيا وتراجع الدور الفرنسي. فحسب ما نصت عليه، حصل دوق أنجو على لقب فيليب الخامس واعترف به ملكا على إسبانيا في مقابل وعود بالفصل بين فرنسا وإسبانيا واحتفاظ الأخيرة بإستقلالها.
لوحة تجسد المناطق التي حصلت عليها بريطانيا من فرنسا
من ناحية أخرى، سجلت الإمبراطورية الإسبانية بداية انهيارها حيث فقدت الأخيرة جبل طارق ومينوركة (Minorca) لصالح البريطانيين وتخلت عن تواجدها بهولندا وهيمنتها ونفوذها بكل من نابولي وميلانو وسردينيا لصالح النمساويين لتشهد بذلك إقصاءها من الساحة الإيطالية بعد قرون من تواجدها بها. أيضا، حصلت بريطانيا على عقود تزويد المستعمرات الإسبانية بالعبيد لتفوز بذلك بعقود إحدى أبرز التجارات المربحة بذلك الوقت.
وفي غضون ذلك، عرفت فرنسا انتكاسة أنهت السياسة الهجومية للويس الرابع عشر حيث خسرت الأخيرة بالعالم الجديد مناطق نيوفاوندلاند (Newfoundland) وأكاديا (Acadia) وخليج هودسون (Hudson Bay) وسانت كيتس (St. Kitts) لصالح البريطانيين.
المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page/2025/06/24/بفضل-معاهدة-سلام-سنة-1713-تغيرت-خارطة-اوروبا-
