مقالة بأسابيع.. قصفت مدينة فرنسية بآلاف الأطنان من القنابل

[المراسل الآلي]

بداية من يوم 10 أيار (مايو) 1940، باشرت القوات الألمانية، في خضم الحرب العالمية الثانية، تدخلها بالأراضي الفرنسية، وبحلول يوم 22 حزيران (يونيو) من العام نفسه، اضطر الفرنسيون للاستسلام أمام التقدم الألماني لتبدأ بذلك فترة الاحتلال الألماني لفرنسا والتي استمرت لحين نهاية الحرب العالمية الثانية على الساحة الأوروبية.
إلى ذلك، لعب إنزال نورماندي خلال حزيران (يونيو) 1944 الدور الأبرز في إنجاح عملية تحرير فرنسا وهزيمة ألمانيا. ولإنجاح هذا الإنزال، اتجه الحلفاء لشن حملات قصف جوي هائلة على المواقع الألمانية. وفي الأثناء، مثلت مدينة كان (Caen) الفرنسية واحدة من أكثر المدن تضررا جراء عمليا القصف حيث قصفت الأخيرة بشكل مكثف ما بين حزيران (يونيو) وآب (أغسطس) 1944 بسبب تواجد الجيش الألماني بها.

من 2

• 
• 

(2 صور)
قسم من الخراب بكان عقب قصفها
دبابة من دبابات الحلفاء قرب بعض المباني المدمرة بمدينة قرب كان

أهمية مدينة كان​

عقب نزولهم بشاطئ كالفادوس (Calvados)، ضمن إنزال نورماندي، اتجه الحلفاء للسيطرة على مدينة كان الفرنسية التي مثلت حينها نفطة ربط واتصال هامة لإنجاح تقدم قوات الحلفاء نحو باريس. من ناحية أخرى، أكد الحلفاء على أهمية كان لتواصل عملياتهم بفرنسا حيث فضل المسؤولون العسكريون الأميركيون حينها الاعتماد على السهول القريبة منها لتشييد مهابط طائرات تستخدم فيما بعد لشن ضربات جوية بالعمق الألماني.
بادئ الأمر، تحدث الحلفاء عن مواصلة إنزالهم المباغت بشواطئ نورماندي والتقدم نحو مدينة كان والسيطرة عليها بنفس يوم الإنزال الموافق للسادس من شهر حزيران (يونيو) 1944. إلى ذلك، تسببت مقاومة الألمان في تعطيل سقوط كان لأكثر من ستة أسابيع شن خلالها الحلفاء 4 هجمات على المدينة التي تعرضت لقصف جوي هائل.

جانب من الخراب الذي لحق بإحدى المدن الفرنسية القريبة من كان

قصف مدمر على كان​

في حدود الساعة الواحدة والنصف مساء يوم 6 حزيران (يونيو) 1944، تعرضت كان لأولى عمليات القصف التي شنها الحلفاء حيث ألقت عليها الطائرات البريطانية والأميركية 156 طنا من القنابل متسببة في مقتل حوالي 500 مدني. وباليوم التالي، أسفرت عمليات القصف عن مقتل أكثر من 200 من أهالي المدينة.
أثناء عملية شارنوود (Charnwood)، استهدفت كان يوم 7 تموز (يوليو) 1944 من قبل قاذفات القنابل لانكستر (Lancaster) وهاليفاكس (Halifax) البريطانية بما يزيد عن 2500 طن من القنابل. وبحلول يوم 9 من الشهر نفسه، سيطر الحلفاء على القسم الجنوبي من كان بينما ظل شمالها بقبضة الألمان. وأملا في طرد قوات الحلفاء، لم يتردد الألمان بدورهم في شن عمليات قصف جوي ضد القسم الجنوبي من كان.

جانب من الخراب بكان عقب تحريرها
مع انطلاق عملية غودوود (Goodwood) التي قادها البريطانيون بداية من يوم 18 تموز (يوليو) 1944 بهدف إخراج الألمان من كان، تعرضت المدينة الفرنسية لقصف مكثف استخدم خلاله البريطانيون 7 آلاف طن من القنابل إضافة لربع مليون قذيفة مدفعية. وعلى الرغم من تراجعهم نحو مشارف كان، لم يتردد الألمان منذ 26 تموز (يوليو) 1944 في توجيه وابل من القنابل المدفعية نحو وسط المدينة وبحلول 17 آب (أغسطس) 1944، ألقى الألمان آخر قذائفهم على كان قبل مغادرة المنطقة.
خلال العام 1936، قدر عدد مباني كان بحوالي 15 ألف مبنى. ومع انسحاب الألمان ونهاية القصف، دمرت 9 آلاف من مباني كان بشكل كامل بينما تعرض 5 آلاف مبنى آخر لأضرار جسيمة. من ناحية أخرى، شهدت كان مقتل ما يزيد عن 1800 من أهلها وهو ما يعادل حوالي 4 بالمائة من سكانها ما قبل الحرب.

المصدر: https://www.alarabiya.net/last-page/2025/06/17/باسابيع-قصفت-مدينة-فرنسية-بالاف-الاطنان-من-القنابل