المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 58,890
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على سوريا الأسبوع الماضي، بعدما أفيد عن رغبة تركية في إقامة قواعد عسكرية على الأراضي السورية.
فيما فهم أنه رسالة إلى أنقرة، وأثار تساؤلات عما إذا كان هذا القصف الإسرائيلي سيمنع الجانب التركي من إنشاء هذه القواعد لاسيما بعد تصريحات وزير الخارجية التركي هاكان فيدان التي قال فيها إن بلاده لا تريد أي مواجهة مع إسرائيل في سوريا؟
فقد شنّت تل أبيب غاراتٍ قبل أيام على مطار حماة العسكري وقاعدتي T4 وتدمر ، ما قد يمنع الجانب التركي من الاستفادة من هذين الموقعين بعدما تضررا كثيراً جرّاء تلك الغارات.
"لا صراع بين أنقرة وتل أبيب"
وتعليقاً على ذلك رأى حيدر تشاكماك وهو أكاديمي تركي وخبير في العلاقات الدولية أن "تركيا لا تحتاج إنشاء قاعدة عسكرية على الأراضي السورية، لكن ربّما يستغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذا الأمر لصرف انتباه الرأي العام عن ما يجري في الداخل من خلال لفت الانتباه على السياسة الخارجية".كما رأى في تصريحات لـ "العربية.نت" أن "احتمالية نشوب صراع وحرب بين تركيا وإسرائيل في سوريا ضئيلة للغاية ومحدودة".

آثار القصف الإسرائيلي على حماة (أرشيفية- فرانس برس)
واستبعد تمسك أنقرة بإقامة قواعد عسكرية في سوريا بعد التهديدات والقصف الإسرائيلي على الأماكن التي كان من المحتمل إقامة تلك القواعد فيها.
كذلك أضاف أن "البلدين لن يتخذا أي خطوات من شأنها أن تؤدي لاندلاع حربٍ بينهما".
"عاملان مهمان"
لكن المحلل السياسي والباحث في الشؤون التركية خورشيد دلّي ربط مسألة تخلي تركيا عن إنشاء قواعد عسكرية في سوريا بعاملين. وقال لـ "العربية.نت" إن "العامل الأول هو الموقف الإسرائيلي الرافض لإقامة مثل هذه القواعد"، معتبرا أن أنقرة لن تذهب في نهاية المطاف إلى مواجهة مع تل أبيب بسبب تلك القواعد.
أما العامل الثاني، فيتعلق، وفق رأيه بموقف السلطة السورية التي ترى أن أي مواجهة - إسرائيلية تركية على أراضيها ستشكل تهديداً لوجودها وخياراتها السياسية المستقبلية وعليه قد تقابل الرغبة التركية في إقامة هذه القواعد بنوع من الرفض تجنبا لخسارة كبيرة"، على حدّ تعبّيره.
كما رأى أن "البديل عن هذه القواعد، يكمن في إمكانية أن تحقق الدور الوظيفي للقواعد العسكرية من داخل أراضيها بحكم الجوار الجغرافي خاصة أن حجة تركيا هي محاربة تنظيم داعش، وبعض المدن التركية الحدودية مع سوريا لا تبعد سوى عشرات الكيلومترات عن أماكن تواجد التنظيم"، في إشارة منه إلى مقتل قادة بارزين من داعش في مدن وبلدات سورية تقع على الحدود التركية. وتابع: "يمكن لتركيا زيادة تعاونها الاستخباراتي والأمني مع الحكومة السورية بشأن مكافحة داعش وكذلك دعمها بالمعدات اللازمة".

مخلفات تركتها القوات الإسرائيلية في درعا (أرشيفية- فرانس برس)
وكانت تركيا كشفت مراراً عن رغبتها في محاربة "داعش" في سوريا بهدف وقف الدعم الأميركي لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي تعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور لديها.
في حين رفضت إسرائيل علناً الأسبوع الماضي الرغبة التركية في إنشاء قواعد عسكرية داخل سوريا، حيث كثّفت من غاراتها الجوية على مواقع كانت ترغب أنقرة في إنشاء تلك القواعد فيها.
فقد أكدت أربعة مصادر قبل أيام قليلة أن تركيا تفقدت ثلاث قواعد جوية على الأقل في سوريا قد تنشر قواتها فيها كجزء من اتفاق دفاع مشترك مزمع قبل أن تقصف إسرائيل تلك المواقع بضربات جوية هذا الأسبوع.
وجاءت هذه الضربات الإسرائيلية، ومن بينها قصف مكثف مساء الأربعاء الماضي، على 3 مواقع (قاعدة تي4 وقاعدة تدمر الجويتين بمحافظة حمص السورية والمطار الرئيسي في محافظة حماة) على الرغم من جهود أنقرة لطمأنة واشنطن بأن زيادة وجودها العسكري في سوريا لا يستهدف تهديد إسرائيل.
المصدر: https://www.alarabiya.net/arab-and-...رائيل-هل-تتراجع-تركيا-عن-اقامة-قواعد-في-سوريا