مقالة أول قاعدة بحرية روسية في أفريقيا.. هل يحل السودان مكان سوريا؟

[المراسل الآلي]

لا يخفى على أحد من المراقبين الدوليين سعي روسيا إلى التوغل بالقارة الأفريقية، إلا أن سعيها هذا تكثف بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، لاسيما مع احتمال خسارة موسكو موطئها على البحر المتوسط.
فقد أعلن وزير الخارجية السوداني، علي يوسف الشريف قبل أيام قليلة، أن الخرطوم وموسكو توصلتا إلى اتفاق بشأن إنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان.
وأكد أن خطة روسيا لإنشاء أول قاعدة بحرية لها في أفريقيا ستمضي قدما، بعد سنوات من التأخير بسبب الميناء العسكري على البحر الأحمر.

فما أهمية تلك القاعدة؟​

إذا تم تنفيذ الاتفاق، فستنضم روسيا إلى الولايات المتحدة والصين في المنطقة، حيث لديهما قواعد في جيبوتي.
كما سيكون لها موطئ قدم في البحر الأحمر الذي يعدّ أحد أهم الممرات المائية الاستراتيجية في العالم، إذ يربط قناة السويس بالمحيط الهندي، ويمر عبره نحو 12% من التجارة العالمية.
ولطالما كانت موسكو تطمح للحصول على موطئ على ساحل السودان الذي يمتد على 853 كيلومترا على البحر الأحمر. وتتطلّع منذ سنوات لإنشاء قاعدة بحرية لها قرب مدينة بورتسودان

ثلاثة عوامل​

لكن يمكن أيضا تفسير توسع اهتمام روسيا بالبحر الأحمر بثلاثة عوامل:
أولها أن روسيا ربطت وجودها في البحر الأحمر بوضع القوة العظمى منذ ما يقرب من قرن من الزمان، حينما كانت روسيا لاعباً هامشياً في منطقة البحر الأحمر، وربما تكون الجهود الحالية لاستعادة الوجود الروسي في المنطقة سببها الحنين إلى مكانة الاتحاد السوفييتي كقوة عظمى يتردد صداه بقوة مع مؤسسة السياسة الخارجية الروسية.
وثانيها رغبتها بقرب جغرافي من مدينة الباب ومضيق المندب وقناة السويس وشرق البحر الأبيض المتوسط. فهؤلاء مسارح ناشئة لاستعراض القوة الروسية، خصوصا باب المندب الذي يمر عبره 6.2 مليون برميل نفط يومياً.
أما ثالثها، فيكمن في أن تركيز روسيا المتجدد على البحر الأحمر يعكس أيضاً اهتمامها المتزايد في أمن المحيط الهندي، إذ أنها أكدت مرارا على هذا الالتزام الاستراتيجي حينما أدرجت المحيط الهندي ضمن "مناطق الأولوية" في تقريرها البحري لعام 2015، وحينما أيضا أشارت إلى مخاوفها من القرصنة فيه ضمن تقريرها البحري لعام 2017، وذلك وفقاً للمعهد الملكي للخدمات المتحدة لدراسات الدفاع والأمن.

وكانت السودان طرحت لأول مرة فكرة السماح لروسيا بإقامة منشأة بحرية على ساحلها في عام 2017 أثناء رحلة إلى سوتشي قام بها عمر البشير، الرئيس آنذاك، الذي أطيح به في انقلاب عام 2019.
وفي نهاية المطاف، تم توقيع اتفاق في عام 2020 يسمح لروسيا بالاحتفاظ بما يصل إلى أربع سفن بحرية، بما في ذلك تلك التي تعمل بالطاقة النووية، في السودان لمدة 25 عامًا.
كما نصت مسودة الاتفاق على أن القواعد مخصصة لأغراض لوجستية و"دفاعية وليست موجهة ضد دول أخرى".
إلا أن القادة العسكريين عادوا وتباطؤا في المضي بالاتفاق بسبب الخلافات المستمرة حول شروطه.

كذلك زادت الحرب التي بدأت في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع من تعقيد العلاقات بين روسيا والسودان، حيث ألقت مجموعة فاغنر المدعومة من روسيا بثقلها خلف قوات الدعم السريع بينما بدا أن الكرملين يدعم الجيش السوداني.

خسارة محتملة لسوريا​

يشار إلى أن هذا الإعلان أتى بعد أسابيع من الإطاحة بحليف موسكو في الشرق الأوسط، بشار الأسد، ما ألقى بظلال من الشك على مستقبل القاعدة البحرية الروسية في طرطوس في شرق البحر الأبيض المتوسط.
في حين تتفاوض الحكومة الروسية مع الرئيس السوري للفترة الانتقالية أحمد الشرع، من أجل الحفاظ على السيطرة على المنشآت، التي تعد حاسمة في تعزيز النفوذ في الشرق الأوسط وأفريقيا.
الجدير ذكره أن لموسكو قاعدتين حيويتين في طرطوس ومطار حميميم مازالوا في سوريا حتى اليوم.

المصدر: https://www.alarabiya.net/arab-and-...ية-روسية-في-أفريقيا-هل-يحل-السودان-مكان-سوريا