مقالة النيابة العامة الليبية تكشف تفاصيل حادثة إصابة ووفاة المريمي

[المراسل الآلي]

أصدرت النيابة العامة في ليبيا، اليوم الأحد، بيانًا تفصيليًا حول حادثة إصابة ووفاة الناشط الليبي عبدالمنعم رجب المريمي، الذي وافته المنية، مساء الجمعة، إثر إصابات بليغة لحقت به قبلها بيوم يوم داخل مقر النيابة العامة.
والناشط الليبي عبدالمنعم رجب المريمي هو ابن شقيق أبو عجيلة المريمي، المتهم في قضية لوكربي.
وفي التفاصيل، أوضحت النيابة العامة، أنها تلقت أوراق استدلال أعدها جهاز الأمن الداخلي بحق عبدالمنعم المريمي، الذي أحضر إلى مقر النيابة مساء الخميس، لحضور جلسة استجواب.
وأضافت النيابة العامة، أن الجلسة انتهت بتسجيل إنكار المتوفى للواقعة المنسوبة إليه في محضر استدلال الجهاز، ليتم الإفراج عنه وصرفه من المجلس.
وقام مكتب النائب العام بنشر مقطع فيديو مسجل من كاميرات المراقبة الداخلية بمقر النيابة، يوثق لحظة وصول عبدالمنعم المريمي إلى المقر، وفترة انتظاره للتحقيق، وصولاً إلى لحظة قفزه وسقوطه أرضًا.

تفاصيل الحادث​

وكشف مكتب النائب العام، أنه بعد انتهاء التحقيق توجّه المريمي بمفرده إلى دورة المياه، وفور خروجه، توجّه نحو ردهة الاستعلام وألقى التحية على المتواجدين، ثم قفز عبر الفراغ بين الدرج حتى الطابق الأرضي، وقد نجم عن هذا السقوط إصابات بالغة استدعت نقله فورًا إلى المستشفى لتلقي الإسعافات العاجلة، حيث أُجريت له عملية جراحية لوقف النزيف، وفي مساء الجمعة، وافته المنية.

تحقيق شامل​

وأكد مكتب النائب العام، أنه فور ورود خبر وفاة المريمي، تولّى وكيل نيابة جنوب طرابلس الابتدائية مناظرة جثمان المتوفى، وتدوين ما بدا له من إصابات، كما طلبت النيابة العامة من مركز الخبرة القضائية والبحوث تشكيل لجنة من الأطباء الشرعيين للانتقال إلى محل الواقعة المبيَّن في محضر إثباتها، بهدف قراءة معالمه وأخذ البيانات اللازمة لأداء الخبرة، على أن تتولى اللجنة معاينة وسائط تخزين التسجيلات المرئية في مقر النيابة، واستحصال المادة المتعلقة بحدوث الواقعة، ومشاهدة الظروف الملابسة لها.
كما أكد أن اللجنة المختصة بالطب الشرعي ستتولى مهمة جمع البيانات الضرورية، والاطلاع على تفاصيل البلاغ المتعلق بواقعة خطف المريمي بتاريخ 30 يونيو 2025، بهدف فهم كامل لظروف وملابسات الحادثة، بعد ذلك، ستُجرى خبرة طب شرعي دقيقة على جثمان المتوفى لتحديد عدة جوانب حيوية، من بينها تحديد سبب الوفاة وساعتها، بالإضافة إلى آليتها وطريقتها، وتحديد ووصف الجروح الناجمة عن سقوطه، بما في ذلك أشكالها ومواضعها وكيفية حدوثها، وتشخيص ووصف أي كدمات، كسور، أو تهتكات داخلية مع بيان سببها، والكشف عن أي جروح، كدمات، أو تمزقات في أنسجة جسد المتوفى قد تكون ناجمة عن عنف أو ضرب خلال الفترة الممتدة من 30 يونيو 2025 وحتى ما قبل حادثة سقوطه في 3 يوليو 2025، وفي حال وجودها، سيتم توثيق هذه الإصابات بأدلة إشعاعية، تسجيلات مرئية، وصور فوتوغرافية.
وأضاف مكتب النائب العام، أنه سيتم أيضا أخذ عينات بيولوجية من سوائل المتوفى الحيوية، وأنسجته، ومحتويات معدته، للبحث عن وجود أي مؤثرات، مواد سامة، أدوية، عقارات، أو معادن قد تكون أثرت على أدائه، مع تحديد نوع المادة وشكلها وكميتها ومدى تأثيرها إن وجدت في العينات المأخوذة.
وفي سياق الإجراءات ذاتها، أوضحت النيابة العامة، أن وكيل النيابة استمع إلى شهادة ذوي المتوفى، وسجّل طلبات الدفاع، وسمع شهادة أحد من حضروا الحادثة من غير العاملين في مقر النيابة، وطلب غيره من الشهود، ودشَّن تحقيق مشروعية القبض على المتوفى، وبحث ظروف اعتقاله ومعاملته إبَّان تلك الظروف.
وأعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (UNSMIL)، في وقت سابق عن صدمتها وحزنها العميقين لوفاة المريمي، وتقدمت البعثة بخالص التعازي لأسرته، داعية السلطات الليبية إلى فتح تحقيق شفاف ومستقل في كافة الظروف المحيطة بوفاته، بما في ذلك مزاعم تعرضه للتعذيب أثناء احتجازه.
‏كما أدانت البعثة، التهديدات والمضايقات والاعتقالات التعسفية التي تستهدف الليبيين الناشطين سياسيًا، مجددة دعوتها للسلطات كافة إلى احترام حرية التعبير ووصع حد للاعتقالات غير القانونية.

تسلسل الأحداث​

وكانت دورية تابعة لمركز شرطة أمن صرمان المدينة وبالتعاون مع وحدة البحث الجنائي، قد أعلنت ليل الاثنين – الثلاثاء، العثور على سيارة عبدالمنعم المريمي، مركونة على الطريق العام بالمدينة وكان بداخلها أطفاله بدونه وهم بحالة جيدة.
وأعلنت مديرية أمن صرمان واتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة، وإشعار النيابة العامة بالواقعة، كما جرى تسليم الأطفال إلى أسرتهم وذويهم وفق الإجراءات المتبعة.
وبعد ثلاثة أيام، كشف مكتب النائب العام، تسلمه في تاريخ 3 يوليو 2025 أوراق استدلال تتعلق بعبدالمنعم المريمي من جهاز الأمن الداخلي.
وقال مكتب النائب العام، في بيان أصدره آنذاك، إن "المحقق باشر استجواب المريمي ثم قرر الإفراج عنه، وفي أثناء انتظاره إلى حين إخطار ذويه بالحضور لاصطحابه، اتّجه إلى الخروج وقفز عبر الفراغ بين الدرج حتى الطابق الأرضي، مما نجم عنه إصابات تطلَّبت إيواءه في المستشفى".
وأشار البيان إلى أن النيابة العامة باشرت إجراءات تسجيل محتوى كاميرات المراقبة، والانتقال إلى المشفى للوقوف على حالة المصاب، وسماع أقوال الحاضرين للواقعة.ا
وفي الساعات الأخيرة من يوم الجمعة الموافق 4 يوليو 2025، أعلنت مصادر مقربة من عائلة المريمي خبر وفاته متأثرا بإصابته.

غضب شعبي يشتعل​

واجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من الحزن والغضب، عقب إعلان وفاة المريمي متأثرا بإصابته، في الساعات الأولى من يوم السبت، حيث قام مواطنون غاضبون بإغلاق الطريق الساحلي في مدينة الزاوية، وإغلاق عدد من الطرق في مناطق غرب ليبيا، وإشعال النيران في إطارات السيارات.
كما شهد ميدان الجزائر في وسط العاصمة طرابلس أيضاً تجمعًا لمجموعات من المواطنين الذين طالبوا بفتح تحقيق فورى وكشف ملابسات الحادث.
من جهته، حمل المجلس الاجتماعي سوق الجمعة النواحي الأربع، المسؤولية الكاملة للجهات الضابطة التابعة لحكومة الدبيبة، فيما يتعلق بطريقة القبض على المريمي واحتجازه، وما آلت إليه الأمور من نتائج مأساوية.
وطالب المجلس في بيان أصدره، الجهات المختصة باتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة كل من تورط في هذه الجريمة، وتقديمهم للعدالة، مؤكدًا المضي في حراكه السلمي دفاعًا عن الوطن وحقوق المواطن.

المصدر: https://www.alarabiya.net/north-afr...الليبية-تكشف-تفاصيل-حادثة-اصابة-ووفاة-المريمي