مقالة الحمامات المعدنية.. بديل الجزائريين عن الشواطئ في الصيف

[المراسل الآلي]

تشتهر الجزائر بامتلاكها للعديد من الحمامات المعدنية التي تحولت إلى وجهة لطالبي السياحة الحموية والسياحة العلاجية، وحتى بديلا للسياحة الشاطئية خلال الصيف.
ورغم بعض النقائص المسجلة إلا أن السلطات تحاول الاستثمار في هذا المورد الغني لإنعاش التنمية.
في حين توفر الجزائر كونها أكبر بلد افريقي، يتربع على مساحة 2 مليون وقرابة 400 كيلومتر مربع، العديد من المؤهلات السياحية، منها الصحراوية، والشاطئية، والجبيلة، ولكن تبقى السياحة الحموية أحد روافد التنمية في العديد من ولايات الجزائر، حتى إنها تساهم في الحركية الاقتصادية فيها.
ومن بين أشهر الحمامات في الجزائر، بوحنيفية بمعسكر، ريغة في عين الدفلى، الشَّلالة في غليزان، الدَّباغ والمسخوطين في قالمة، ملوان في البليدة، الصَّالحين في خنشلة وأخرى كثيرة.

أهمية بيئية وسياحية​

تعتبر مدينة معسكر (388 كيلومترا غرب العاصمة الجزائر)، إحدى الولايات الشهيرة بحماماتها المعدنية.
عن ذلك صرح الأمين الولائي للاتحاد العام للحرفيين والتجار لولاية معسكر، مصطفى بوصبيع، بأنَّ الحمامات المعدنية تعتبر من روافد التنمية الاقتصادية للمنطقة أو البلد، مثلما هي ذات أهمية بيئية وسياحية.
وأضاف النائب السابق في المجلس الشعبي الوطني، في تصريحه لـ"العربية.نت"، أنَّ من ميزات السياحة الحموية، أنها لا تقتصر على فصل الصيف، ولكن تمتد طيلة أشهر السنة، ربما يتوقف بعضها خلال شهر رمضان فقط، عكس ما هو الحال بالنسبة للسياحة الشاطئية.

صور شلالات العوريت تلمسان الجزائر (أيستوك)
كما لفت عن سرِّ إقبال الجزائريين على هذه السياحة، بدل الشاطئية خلال الصائفة، قائلا: "هذه المراكز عادة ما تكون مجهزة، فمثلا بوحنيفية في ولاية معسكر، بها ثلاث محطات معدنية، اثنتان خاصتان، وواحدة عمومية، ما يساهم في زيادة الإقبال على المدينة، وبالتالي تحريك عجلة التنمية والنشاط الاقتصادي وخلق فرص شغل جديدة".
وأشار إلى أن العديد من النشاطات مرتبطة بالحمامات، منها الصناعات التقليدية والخدمات وغيرها.

للعلاج أيضاً​

أما عن أهميتها في علاج الأمراض العضوية والنفسية، فأوضح الطبيب المختص في الصحة العمومية محمد كواش، أن الحمامات في الجزائر تلقى إقبالا واسعا، ليس للسياحة فحسب، ولكن أيضا للعلاج، وحتى الطب يوصي بفوائدها الصحيّة، للعلاج أو المساعدة على العلاج، أو للوقاية.
كما تابع أن الأطباء يُوصون مرضاهم بالتوجه نحو الحمامات المعدنية، في مختلف التخصصات، منها الأمراض الجلدية كالطفح الجلدي، الاكزيما، الحساسية الجلدية، الصدفية، والأمراض المناعية الجلدية الأخرى.
وأكد الطبيب أن المختصين يوصون بها للعلاج من الأمراض التناسلية، حيث إن هناك التهابات وتعفنات تناسلية تعالج في الحمامات الحموية، إضافة إلى أمراض وآلام العظام والمفاصل والروماتيزم، إذ يُوَجَهُ المرضى إليها للحصول على دورات علاجية وأحيانا حتى بمرافقة طبية، سواء على مستوى المسابح الصغيرة أو التدليك الطبيعي بالأيدي أو التدليك عن طريق المرش أو غيرها من التقنيات.

صورة فوتوغرافية لشرفات غوفي ووادي غوفي (أيستوك)
وتعالج الحمامات المعدنية، حسب كواش بعض الأمراض المتعلقة بالحصى الكلوية، والأمراض الوراثية المتعلقة بالعضلات ومختلف الإعاقات أو تخفف من الآلام أو للتأهيل الحركي والوظيفي.
وعن مواقيت استعمال الحمامات المعدنية للعلاج، قال المختص في الصحة العمومية، إن المياه الساخنة في فصل الصيف أنسب من فصل الشتاء، خاصة أنها تحتوي على تركيزات مرتفعة من الأملاح وبدرجات متفاوتة حسب نوعية المياه، مما يعدل السيالة العصبية ونظام عمل القلب والأوعية، وحتى الأمراض النفسية، فمن تعديل المزاج إلى إزالة التوتر وحالات الفزع والوسواس القهري.
يذكر أن السلطات الجزائرية كانت انتبهت إلى أهمية السياحة الحموية خلال السنتين الأخيرتين، ومنحتها أهمية بالغة، ما جعلها تخطو خطوات كبيرة، من بينها اتخاذ إجراءات للحفاظ على المياه والعيون الحموية.

المصدر: https://www.alarabiya.net/north-afr...-الطبيعية-بديل-الجزائريين-عن-الشواطئ-في-الصيف