ما الجديد
منتدى الصحراء للدفاع و الأمن

سجل حسابًا مجانيًا اليوم لتصبح عضوًا! بمجرد تسجيل الدخول، ستتمكن من المشاركة في هذا الموقع عن طريق إضافة مواضيعك ومنشوراتك الخاصة، بالإضافة إلى التواصل مع الأعضاء الآخرين من خلال صندوق الوارد الخاص بك

مقالة الغموض يلف اختطاف سائقين مغاربة بين بوركينا فاسو والنيجر

المراسل الآلي

عضو مميز
المشاركات
89,040
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الدولة
مصر
a15831fb-4663-4a9d-a0dd-55a2f056db47_16x9_1200x676.jpeg

a15831fb-4663-4a9d-a0dd-55a2f056db47_16x9_1200x676.jpeg

في منزل عائلتها بمدينة الخميسات، تجلس آسية فرشيوي، يعتصرها القلق منذ أسابيع بعدما انقطعت أخبار زوجها، ياسين بن عقة، أحد السائقين المغاربة المختطفين بين بوركينا فاسو والنيجر أثناء توجههم في رحلة عمل على متن شاحنات لنقل البضائع إلى النيجر.
عيناها مثقلتان بالسهر والخوف، وهي ترعى طفلها الرضيع البالغ من العمر عامين، بقلب ملؤه الانتظار والحزن. تسترجع آسية آخر محادثة جمعتها بزوجها قائلة: "كان ذلك صباح السبت 18 يناير 2025، تحدثنا قليلاً ليطمئن عليّ وعلى الولد وأصهاره، ثم أرسل لي رسالة في الساعة الثامنة صباحاً، وبعدها اختفى فجأة.. لم يكن معتاداً على الغياب دون أن يتصل بنا".
تروي آسية في حديثها لـ"العربية.نت" أنها شعرت بقلق شديد، لكنها حاولت طمأنة نفسها، إلى أن حلّ يوم الأحد دون أي اتصال، ما جعل الشكوك تشتعل في قلبها. ومع بزوغ شمس الاثنين، فوجئت آسية بتقارير إعلامية تتحدث عن اختطاف أربعة سائقين مغاربة بين بوركينا فاسو والنيجر.
وتقول آسية بصوت تنزع إلى البكاء: "في تلك اللحظة، تأكدت أن إحساسي لم يكن خاطئاً.. كان ذلك اليوم أشبه بجنازة في بيت والديّ، حيث تركني زوجي عندهم قبل سفره".
لم تكد العائلة تستوعب الصدمة حتى انتشر خبر آخر مساء نفس اليوم، يفيد بأنه تم العثور على المختطفين وشاحناتهم. عادت بعض الطمأنينة إلى قلب آسية، لكن سرعان ما تبدد الأمل بعد انقطاع الأخبار مجدداً.
خارطة تظهر الطريق حيث اختطفت الشاحنات

خارطة تظهر الطريق حيث اختطفت الشاحنات
في حديثها لـ"العربية.نت" طرحت آسية عشرات الأسئلة وهي تقول: "لم يصلنا أي اتصال منهم، ولا نعرف إن كانوا بخير أم لا.. تضاربت الأخبار بين من يقول إنهم ما زالوا مختفين، وآخرين يؤكدون العثور فقط على الشاحنات، بينما هناك من يتحدث عن طلب فدية من العصابة".
تعيش آسية وعائلات السائقين الآخرين حالة من الترقب واليأس وسط هذا الغموض المستمر منذ 20 يناير بعدما تسربت أخبار من مصادر مجهولة مفادها أن جهوداً دبلوماسية قادت إلى تحرير السائقين المغاربة الأربعة، قبل أن يتضح أن الأمر مجرد خبر زائف.
ووسط موجة من الأخبار المتضاربة، يواصل محمد سقري (من مدينة "مديونة" في ضواحي الدار البيضاء)، وهو الابن الأكبر لأحد سائقي الشاحنات المختطفين الذي يُدعى عبد العزيز سقري، الوقوف اليوم أمام حالة من الحيرة والتضارب بين ما يقال وما يتم تأكيده من الجهات الرسمية.
ويقول محمد في مقابلة له مع "العربية.نت" بملامح تعكس حالة من الاضطراب: "اليوم أصبحنا في حيرة، الأخبار تتضارب كل يوم بين التأكيدات والإشاعات، ولا أحد يستطيع أن يخبرنا بما هو حقيقي. هل هم أحياء أم في خطر؟".
ويضيف محمد، متحدثاً عن مشاعر الأمل التي تلازمه منذ اليوم الأول لاختفاء والده: "أول شيء يشعر به الإنسان عندما يسمع عن تحرر أحد المختطفين هو الفرحة. لكن هذه الفرحة تتبدد مع مرور الأيام دون أن يتصل بك الشخص الذي تنتظره، وينقلب الانتظار إلى قلق دائم."
وتابع محمد مؤكداً أنه لم يحصل على أي تأكيد رسمي بشأن صحة الأخبار المتداولة: "كل يوم نسمع أخباراً جديدة. البعض يقول إنهم توفوا، والبعض الآخر يؤكد أنهم مختطفون ويطالبون بفدية. لكن لا شيء مؤكد، ولا تواصل رسمي يمكننا من معرفة الحقيقة."
وبخصوص تواصلهم مع الجهات الرسمية، يوضح محمد: "اتصلنا بوزارة الخارجية، لكن لم نحصل على أي معلومات ملموسة. السفارة المغربية في النيجر قالت إنها لا تملك حالياً أية تفاصيل. كذلك، وزارة التجهيز والنقل، التي يجب أن تكون المسؤولة عن هذا الملف، لم تقدّم لنا أي مستجدات."
العائلات تنتظر خبر عن ذوييها

من 2
  • العائلات تنتظر خبر عن ذوييها
  • الشاحنات التي تم العثور عليها
(2 صور)
العائلات تنتظر خبر عن ذوييها
الشاحنات التي تم العثور عليها
وأكد محمد أنه يثق في الأجهزة الرسمية، لكنه أضاف: "ما نريده هو التأكيد الرسمي من جهة ذات مصداقية، نحن نعيش في حالة من القلق والترقب، ونعتمد فقط على الأخبار التي تردنا من العائلات الأخرى التي تشاركنا نفس المعاناة."
وتطرق محمد إلى التفاصيل الإنسانية وراء هذه الحادثة، قائلاً: "والدي لم يكن مجرد سائق، بل كان يؤدي مهمة نبيلة، وهي نقل مساعدات كهربائية مقدمة من المغرب إلى النيجر".
واختتم محمد حديثه قائلاً: "نطلب من السلطات المغربية التحرك بشكل عاجل لإعادة هؤلاء الأشخاص الذين اختطفوا أثناء أداء مهمة إنسانية، ونناشد المجتمع الدولي أن يساعد في تسليط الضوء على هذه القضية. هؤلاء السائقون ليسوا مجرد أرقام، بل هم جزء من عائلات وأسر تترقب عودتهم."
وما يزال الشاب محمد وعائلات باقي السائقين المفقودين يناشدون السلطات المغربية، في انتظار خبر يبدد ظلام الخوف الذي يخيم على حياتهم، على أمل أن يعود أفراد أسرهم المختطفين سالمين من رحلة عمل تحولت إلى كابوس مرعب في مناطق الساحل المتوترة.

المصدر: https://www.alarabiya.net/north-afr...اختطاف-سائقين-مغاربة-بين-بوركينا-فاسو-والنيجر
 
عودة
أعلى