المراسل الآلي
عضو مميز
- المشاركات
- 91,203
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
- الدولة


أبلغ حزب الله اللبناني عوائل عناصره الذين قُتلوا في معاركه الممتدة منذ تأسيسه في الثمانينات، عن قرار يقضي بتوقيف المخصصات التعليمية الجامعية كافة لأولادهم، في خطوة تُعدّ سابقة وتعكس أزمة مالية متفاقمة داخل الحزب دفعته لاتخاذ "إجراءات تقشفية"، وفق مراقبين.
"وقف تغطية الأقساط الجامعية"
فقد أفادت معلومات خاصة لـ"العربية./الحدث.نت"، بأن "مؤسسة الشهيد" التابعة لحزب الله، والمعنية برعاية عوائل القتلى، بدأت بإبلاغ الأهالي بشكل متتالٍ بقرارها وقف تغطية الأقساط الجامعية في الجامعات الخاصة.وأضافت أن القرار يطال أبناء القتلى في مختلف المعارك التي خاضها الحزب، من الصراع مع إسرائيل في الثمانينات، إلى حرب تموز 2006، وأحداث 7 أيار 2008، وصولاً إلى قتلى الحرب السورية وحرب الـ66 يوماً مع إسرائيل في العام الماضي.
ولفتت إلى أن المؤسسة كانت خصصت لعقود عشرات الملايين من الدولارات سنويا لدعم هذه العائلات في مختلف المجالات، لا سيما التربوية، حيث كان يحق لأي طالب فقد والده في صفوف الحزب اختيار الجامعة الخاصة التي يرغب بها.
أما اليوم، فقد طُلب من الأهالي تسجيل أبنائهم فقط في الجامعة اللبنانية أو في "جامعة المعارف" التابعة لحزب الله، على أن تقتصر التغطية على رسوم التسجيل دون باقي المصاريف.

امتعاض واسع في صفوف الأهالي
إلى ذلك، لاقى هذا القرار ردات فعل واسعة، إذ كشفت إحدى الأمهات، التي فقدت زوجها في سوريا عام 2015، عن أن مسؤولة في المؤسسة قالت لها: "الوضع صعب ونحن محاصرون، وعليكم بالصبر لتجاوز هذه المحنة".وأضافت، متحدثة لـ"العربية/الحدث.نت"، أن القرار شكّل صدمة حقيقية لها ولابنها الذي أنهى عامه الثاني في كلية الصحة في الجامعة العربية، مؤكدة أن حالته النفسية تدهورت بشدة بعد إبلاغهم بوقف الدعم.
ورغم وعود أولية بدراسة أوضاع الطلاب القدامى، أكدت المصادر أن الحزب تراجع عن أي استثناءات، وتم إبلاغ الجميع بتطبيق القرار على نحو شامل.
تراجع أوسع في المساعدات
كذلك أوضحت المعلومات، أن إجراءات التقشف لم تقتصر على التعليم الجامعي، بل شملت أيضا التعليم المدرسي. إذ لم يعد بإمكان الأهالي اختيار المدارس لأولادهم كما كان سابقًا، بل باتت الدراسة محصورة بمدارس "المهدي" و"المبرات" التابعة للحزب.أما في القطاع الصحي، فلا تزال المؤسسة تغطي الاستشفاء داخل المستشفيات والمستوصفات المرتبطة بها فقط.

أزمة تمويل ومحاصرة الطرق الإيرانية
إلى ذلك، أوضحت مصادر قريبة من الحزب أن هذه الإجراءات تأتي في إطار سياسة "ترشيد الاستهلاك".في المقابل، أرجع الكاتب والمحلل السياسي مروان الأمين أسباب الأزمة إلى تضييق الخناق المالي على الحزب، لا سيما بعد انقطاع الخط البري الرابط بين إيران والعراق وسوريا ولبنان، وقرار منع الطائرات الإيرانية من الهبوط في مطار بيروت منذ فبراير الماضي.
ولفت الأمين إلى أن الحزب حاول تعويض النقص عبر أساليب غير مباشرة، مثل إدخال الأموال عبر رجال أعمال ومعابر التهريب، غير أن هذه المحاولات لم تفِ بتغطية النفقات الضخمة المعتادة.
كما تراجع تمويل المشاريع المرتبطة بعقود الدولة، والتي كان الحزب يستفيد منها عبر شبكات الفساد والمحاصصة.
وأكد أن هذه الضغوط دفعت الحزب نحو "خطة تقشف فعلية"، بدأت بتقليص الإنفاق على قطاعات عدة، ووصلت مؤخرا إلى الجانب العسكري، حيث استُغني عن مقاتلين يسكنون في مناطق بعيدة عن مراكز خدمتهم لتقليص كلفة بدل السكن والنقل، فيما بدأت إعادة توزيع داخلية للعناصر بحسب أماكن سكنهم الأصلية.

تحوّلات عميقة
يشار إلى أن هذه الإجراءات التقشفية تأتي لتسلّط الضوء على التحوّلات العميقة التي يشهدها حزب الله في ظل تضييق الخناق المالي عليه من أكثر من جهة، ما يدفعه إلى تقليص خدمات طالما اعتُبرت من ركائز استقطابه وولاء بيئته.وبين وعود غير مؤكدة ومحاولات لامتصاص غضب العائلات، يتساءل مراقبون حول مدى إمكانية الحزب بأن يوازن بين تراجع قدراته المالية وحاجته للحفاظ على صورته الاجتماعية.
المصدر: https://www.alarabiya.net/arab-and-...-حزب-الله-يوقف-مخصصات-الجامعات-لعائلات-القتلى